————————
عَابِرُ ..
أمُرُّ عَلى سبيلِ الصُدْفَةِ
محطَّاتُ الانتِظارِ تَحفظُ ملامِحي ..
أبواقُ الِقطاراتِ الْرَّاحلة ..
نَعيقُ السُفنِ القَادمة ..
ضَجِيج الطَّائراتِ ..
كُلُّها تُحَاكِي صَوتِي !! ..
أنا ..
ذَلِكَ الْعَابِرُ أبَدًا ..
وأنْتِ ..
أنتِ السَّبيلُ الوَحيدُ
فِي رُوما ..
مازالَ العُشَّاقَ يُلقُونَ القِطَعَ المعدنيَةَ ..
فِي بِركَتِها الشَّهيرةِ ..
يتسَوّلُون الأمانِي ..
يَقُولون :
نيرُونَ أَمرَ الحُرَّاسَ أنْ يُحرِقوا بِيُوتَها ..
فَقطْ !! ..
كَي يَكتُبَ في عَينيهَا قَصِيدَةً !! ..
يَقُولون :
كُلُّ الطُرقِ تُؤدِي إلى رُوما ..
وأنَا ..
أنا ألوِي أعناقَ خُطواتِي ..
كِي لاَ تَمُرَّ إلاَّ بِكِ .. وفِيكِ
أتعرفِين معنىَ أنْ يَغُضَّ الشَّاعرُ بَصَرَهُ ..
غَنْ قصِيدَةٍ ؟ ..
أتعرِفينَ ..
معنَى أنْ يَخضعَ الرُبَّانُ لِسُلطَةِ المَوجِ ؟ ..
معنىَ أن تقُودَه الرِّيحُ حيثُ شاءتْ ..
مَعنَى أنْ تضِيقَ الطُّرُقَاتُ ..
فَتُصبِحَ أنتِ ..
معنى أنْ تنَام الأشجارُ ..
والْغابَاتُ ..
والمُحيطَاتُ .. كٌلَّها بِعِينيكِ ..
أنْ تَصُبَّ البِحارُ ..
والأنهارُ ..
كُلُّها بِعينِيكِ ..
أتعرفين لماذا كانت الأرضَ كُرويَّةُ الشكلِ ..
لأنكِ دائمًا نقطةُ البدء ..
ونقطةُ النهاية !! …