عندما كنا صغار في المدرسة الابتدائية كان معلمونا يحرصون علينا حتى في ارتداء قيافتنا ويراقبون اداءنا خارج المدرسة وداخلها لايقبلون ان نتصرف بما يثير الاشمئزاز في ملبسنا وسلوكنا في الشارع لكي يعكسوا ذلك على المجتمع من خلال تربية جيل مؤمن صادق ومؤثر في المحيط الذي يحل فيه فكانت اول مؤسسة اجتماعية هي الاسرة و اخرى تعليمية تربوية تمثلت بالمدرسة وكان هناك تعاون من اجل انضاج النشأ وتربيته بين المدرسة والاسرة فلا يغفر لمن يخطا بل كان العقاب ينتظره في المدرسة والبيت وولي الامر للتلميذ يشد على يد المعلم الذي ينصح و يتابع تلاميذه في المدرسة وخارجها ،كان استاذ ابراهيم اعزه الله واكرمه في مثواه يجلس في المقهى المقابل للمدرسة الشرقية الابتدائية في شارع الشطرة في مدينة الناصرية ويراقب طلبته المارين في الشارع وبدون شعور نتحسس ملابسنا وقيافتنا وهل اننا بوضع لا يثير غضب معلمنا الذي كان يشغل معاون مدير مدرستنا التي كان مديرها طالب شكرى اغا لان معلمنا كان في صباح اليوم التالي يرسل فراش المدرسة ليجمع المخالفين في قاعة المدرسة يبدا الحديث انا موجها ومرشدا مذكرتا دائما ان نكون قدوة للبناء منطقتنا والحارة والمدينة ومازلنا لحد الان نشعر باهمية هذا التوجيه والارشاد ونتوقف عنده في كل مناسبة فهل يمكن ان نقارن ما تعلمناه نحن مع. ما يتلقاه جيل اليوم والذي وصل به الحال ان يهدد المعلم الشديد الحريص على مصلحة ابناءه الطلبة والحوادث كثرت مع الاسف من هذا القبيل في عراقنا اليوم ،انها دعوة مخلصة من ناس صنعوا مستقبلهم حين استمعوا بوعي ومسؤولية الى نصائح معلميهم ولا خير بتلميذ وطالب تمرد على مربيه لان عقاب الله والمعلم وصفه شاعرنا العربي احمد شوقي بالرسول قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم اذن يكون رسولا و رد الشاعر حافظ ابراهيم بقوله

قُـمْ للمعـــــــــــــــــــــــــــــــــــلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا

كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رســـــــــــــــولا

أعلمتَ أشـــرفَ أو أجلَّ من الذي

يبني وينشئُ أنفـســـــــــــــــــــــــاً وعقولا

ســــــــــــــــــــــــــــبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ

علَّمتَ بالقلمِ القـــــــــــــــرونَ الأولى

أخرجـتَ هذا العقلَ من ظلمـــــــــــاتهِ

وهديتَهُ النـورَ المبينَ ســــــــــــــــــــــبيلا

القصيد المبشر الذي يصنع الحياة الامة وأجيالها المؤمنة بحب الوطن والتضحية من اجله هذا هو المعلم ايها السادة وليس كما يصفه البعض بالقاسي والمجازف ولا يعرف بمعاملة طلبته الا العصا والتانيب انه رسول بمعاني الرسل ليبلغ رسالة العلم والمعرفه لابنائنا الطلبة فهل نستطيع ان نحفظ له كرامته بتشريع قانوني وحماية من قبل المجتمع ؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *