اطلق عليها لغة الضاد لتفرّدها بهذا الحرف ،فالضاد للعربية خاصة ولا تتوفر عليها اللغات الاخرى .قبل اكثر من 40 الف سنة عرف الانسان اللغة اذ انشأ تجمعات بشرية ومارس نشاطات مختلفة وكان لابد من اختراع لغة للتخاطب والتفاهم،واليوم هنالك 5000 لغة في العالم وتعدّ العربية اقدم لغة عرفها الانسان وهي اصل اللغات ناهيك عن انها لغة القرآن الكريم .

ووفق ادبيات الدين فهي لغة عموم اهل الجنة.لانبالغ حينما نقول ان اللغة هي هويتنا وصوتنا الصادح ورؤيتنا للاشياء،هي كيان حي وتعبير متجدد ووسيلتنا بالتخاطب،كما انها اداة الابداع وفي امتلاك ناصيتها تتسع مساحة الحرية التي يتحرك فيها الاديب والمثقف لتبلغ مديات لاحصر لها ومنها يستلهم شذرات البلاغة والبيان .فاللغة ليست قالبا جامدا متكلسا نملؤه بما نشاء انما كيان حي متجدد،وهي وحدها القادرة على شدّ انتباهنا وسحبنا الى اعماق الاشياء حيث تترسخ جذورنا في اعماق الارض.

اقول هذا تأثرا من ظاهرة انحسار تداولها بين ابنائنا بشكل بات ملفتا للنظر فقد ظهرت في الاونة الاخيرة اجيال لا تتقن اللغة الام اتقانها للغات الاجنبية ، ولعل انتشار المدارس الاجنبية والاهلية وربما ايضا لصعوبة المناهج ذات العلاقة باللغة العربية دور في ذلك.

مثلما انتشرت على طول البلاد وعرضها في الاماكن العامة عناوين ومسميات لاتمت للغتنا بصلة وامتدت لتشمل العيادات والصيدليات والشــــــركات والملصقات الدعائية وعــــــمّت كظاهرة فاعتمدت المسميات الاجنــــــبية والمفردات الدارجة عناوين جذب واصــــــبح هذا قاعدة وما عداه استثناء!!

توجه اعلامي

هذا الشكل من اشكال الغزو انما هو جزء من توجه اعلامي عالمي القصد منه تحويل الشعوب وبلدان العالم الى اسواق ومجتمعات استهلاكية لبضائع ومنتجات تصدرها الشركات العالمية المتعددة الجنسية التي تنتج وتصدر كل شيء حتى الاحلام اذ تجرد الانسان من مرتكزاته الثقافية وتبعد الشعوب عن هويتها وخصوصيتها وتراثها الوطني وذاكرتها التاريخية عبر مسخ هويتها وتحويلها الى صورة شائهة مقلدة لنمط معولم من العيش يصعب تحقيقه على ارض الواقع.قد يفاجأ البعض حينما يعرف ان السوربون الجامعة الفرنسية.

المعروفة ظلت لسنين عديدة بعد انشائها تعتمد اللغة العربية في تدريس طلابها.

ما يدل على عمق تأثير الحضارة العربية الاسلامية ولاسيما في الاندلس ابان العصور الوسطى ويعكس رقيها وتقدمها في مختلف المجالات العلمية والادبية في ذلك الوقت .من جهة اخرى نلاحظ اهتماما عالميا متزايدا باللغة العربية كقرار ادارة التعليم في موسكو مثلا بادخال اللغة العربية في المناهج التعليمية بعدد من مدارس العاصمة الروسية قبل عقد من الزمان ، للحاجة الماسة لمترجمين بمختلف مجالات التعاون بين روسيا ومختلف البلدان العربية.لم يعد الاهتمام بالعربية من دول العالم مقتصرا على الجانب الديني وحسب على الرغم من اهميته انما امتد الى خارج نطاق مراكز الابحاث التراثية والاستشراقية ليشمل قطاعات اضافية في المجتمع وجدت في اللغة العربية بوابة لولوج العوالم المعرفية وفرص عمل في مجالات شتى كالسياحة والتبادل التجاري مع العالم العربي عبر العمل في مجالات الترجمة والنشاطات الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية والسياسية .وفي الوقت الذي بدأت فيه العديد من دول العالم بالاهتمام بتضمين مناهجها الدراسية حصة لتعليم اللغة العربية نجد اصواتا داخل العراق متجاهلة الكتابة بها متناسية اهميتها في صنع جيل متماسك متجذر بارضه وتاريخه ان التغيير هو السمة الجوهرية للحياة وهو الشيء الوحيد الذي لايتغير..وهو مايفرضه علينا التقدم العلمي والتكنولوجي لكن هذا يتطلب منا جميعا التمسك بجذورنا وهويتنا كي لا يضيع اهم شيء فينا فيضيع منا المستقبل بضياع الحاضر.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *