شاركت وزارة الشباب والرياضة في الاجتماع الوزاري لدول آسيا الثامن عشر لمكافحة المنشطات في الرياضة في مدينة كولومبو بسريلانكا ، ومثَّل الوزارة في الاجتماع الدكتور حيدر رحيم وهاب ممثلاً عن وزير الشباب أحمد المبرقع ، وتضمنت فقرات الاجتماع عدة ملفات أهمها ، التقارير الوطنية للدول. وقدم الدكتور حيدر رحيم تقرير العراق متضمناً الأنشطة والبرامج وأولويات العمل المستقبلي وكذلك تحديات الملف على الصعيد الوطني، كما تقرر زيادة المساهمات المالية السنوية بزيادة بنسبة مئوية (0.53) لتصبح مساهمة العراق 26 ألف دولار لسنة 2024.
استوقفني هذا الخبر الذي نشرته وسائل الاعلام المحلية في الايام القريبة الماضية ، ولفت نظري اشارة الخبر الى ان ممثل العراق الى الاجتماع الدكتور حيدر رحيم وهاب ، قدم تقرير العراق متضمناً الأنشطة والبرامج وأولويات العمل المستقبلي وكذلك تحديات ملف المنشطات على الصعيد الوطني .. محرر الخبر لم يخض في التفاصيل بحيث لم نعرف شيئاً عن الانشطة والبرامج التي نظمتها الوزارة ، وخطة الوزارة لمواجهة ملف المنشطات الشائك ، ولماذا يمول العراق صندوق المنظمة الاسيوية بمبلغ (26 ) ألف دولار لسنة 2024 ومقابل ماذا يأتي هذا التمويل .موقف وزارة الشباب والرياضة من منع تعاطي المنشطات يستحق الاشادة ، ولكن ما هي الخطوات التي اتخذتها الوزارة في السبيل .. خسرنا جهود عدد من رياضيينا نتيجة تعاطيهم المنشطات ، ولم نر اثرا لاي برنامج يحميهم من الانزلاق الى هذه المنطقة المحذورة ، من وزارة الشباب والرياضة ، او من اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ، فضلا عن عدم معاقبة الذين تسببوا في اقصائهم من المشهد الرياضي .ومع انني لا أعارض مشاركة العراق في اي مؤتمر للحد من تعاطي المنشطات ، ولكن ما يستحق التساؤل ايضاً هو ما جدوى مشاركة جهة حكومية ليست على تماس مباشر مع عمل الاتحادات الرياضية المعنية بصناعة الانجاز الرياضي ، وكيف تستطيع وزارة الشباب والرياضة ان تتابع ملف المنشطات على النحو المطلوب ، وليس في الوزارة عنوان اداري صريح يشير الى وجود دائرة مختصة او قسم لمكافحة المنشطات ، على حد علمي .. ويرى البعض إن اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية هي من يجب ان تتصدى لمهمة منع انتشار المنشطات ، لان الاتحادات المنضوية تحت لوائها تنفذ البرامج التدريبية لرياضيي الالعاب الرياضية الفردية والجماعية ، والاولمبية الوطنية طرف في تنظم مشاركات الرياضيين في البطولات الرياضية الخارجية بمختلف عناوينها .ماهو مؤكد ان المنشطات تنتشر بين الرياضيين الذين يقفزون فوق الواقع ، ويتطلعون الى (انجازات) وهمية سريعة بالغش ، ومهمة من يتصدى لملف المنشطات صعبة جدا لان الرياضي الغشاش يتعاطى المحذور من الادوية بتواطؤ علني مع مدربه ، ويستغل الرياضي ضعف وسائل الرقابة الطبية لينحرف ، ويتحمل الاتحاد الرياضي جزءا كبيرا من مسؤولية خروج عدد غير قليل من الرياضيين الواعدين من دائرة التفوق الى المجهول . واتفق مع الراي الذي يذهب الى القول ان وزارة الشباب والرياضة و اللجنة الاولمبية ليس لديهما برنامح فاعل لمواجهة ومتابعة ملف المنشطات ، وهذه ثغرة ادارية واضحة اثارت وتثير علامة تعجب كبرى . وهكذا فان مشاركة وزارة الشباب والرياضة في الاجتماع الوزاري لدول آسيا الثامن عـشر لمكافحة المنشطات في الرياضة في مدينة كولومبو بسريلانكا ، جاءت على سبيل تسجيل حضور وحسب ، واتمنى ان يكون هذا التخـــــمين في غير محله.