لا يخفى على احد ان الجنوب العراقي ومنذ قديم الزمان هو موطن الاهوار الشاسعة وموطن السومريين وهي اراضي شاسعة صالحة لزراعة الرز خاصة حول حافة ومحيط الاهوار والانهار بعد نقصان الماء وانسحابه حيث الأرض تكون على شكل طبقة طين غرينية ، لذلك ترى السكان يعيشون على صيد السمك والطيور الحرة المهاجرة وتربية الجاموس وزراعة الشلب ، وان التمن هو الغذاء الرئيسي لهم حيث قلما تزرع الحنطة في هذه المناطق القريبة من الاهوار لذلك لا عجب ان يزرعوا الرز والتي اشهر أنواعه العنبر واحسن أنواعه الشتال ويأتي بعده الغريبة ليكون المصدر الرئيسي للتغذاء في غياب خبز الحنطة ولأعداد الرز للطبخ كانت العوائل الريفية في الاهوار والمناطق المجاورة لا يخلوا بيتا من اقتناء المجرشه التي كانت تصنع من قبل إخوان متخصصين بصناعتها من الصابئة المندائيين حيث تصنع من الخشب وتقوى بمادة القير حيث عمل المجرشه هو إزالة القشور التي تسمى السبوس من حبة التمن ثم بعد ذلك يأتي دور الجاون والجاون هو وعاء خشبي أسطواني الشكل يحتوي على مدقه على شكل حرف تي تستخدم لازالة القشرة بعمليه الدق وتسمى السحالة وهذه العملية تسمى الهبش غالبا ما تقوم بها الشابات القرويات حيث عملية الهبش تكون مصحوبه باهازيج منها ( هي وهاي وهيه) وبعض الاحيان يتقابلن اثنان للدق المشترك او تناوب ..والسحالة مادة غنية بالمواد الغذائية والفيتامينات كان يتهافت الأطفال على أكلها او تعطى كعلف للحيوانات خاصة العزيزة منها …ولم يستعمل الرز كتمن يقدم للوجبات مطبوخ بالدهن الحر والذي غالبا ما يؤكل مع اللبن الخاثر (الروبة) او الزبد ، وإنما يطحن كطحين حيث يستخدم لصناعة الخبز واشهره السياح وهو سهل التحضير حيث يستخدم الصاج وتكون العجينة خفيفة القوام تسيح على الصاجة او الطاوه ويغطى بغطاء قدر مناسب حيث يقوم البخار بستوائه او طبخه يليه خبز الرصاع ويكون سميك يخبز هو ايضا على الصاج ويكون قوام العجينه سميك ولكن بدون غطاء ولكن يقلب القرص على وجهي حتى يستوي ويكون سميك بعض الشيء ، اما النوع الثالث وهو أعقد التحضيرات هو خبز الطابك حيث يخبز على طبق سميك من الطين يسمى الصابق حيث يسخن اولا على نار مخلفات الحيوانات وبعد التسخين الجيد يقلب ويصب عليه عجين طحين التمن الخفيف القوام ويغطى باقراص المطال وغالب ما يؤكل مع السمك وفي احيان يضاف إلى عجينه الزوري الصغير المنظف مع البهارات ليكون قرص الطابق شبيه بخبز العروق ولكن بدل اللحم يكون الزوري …يستخدم طحين الغريبة بدل العنبر للسياح لكون طحين العنبر حسب ما يقال يشعوط اي سريع الاحتراق .