على الرغم من مرور عشرين عاما على سقوط النظام السابق، إلا أن العراقيين ما زالوا يعيشون خيال ذلك الحكم، وظل الشعب البالغ تعدادهأربعين مليوناً، يتذكرون تلك الأحداث المؤلمة التي مرت بهم وببلادهم.. لكن على الرغم من تلك التحديات، التي واجهها العراقيون، إلا أن كثيرا منهم مازال يعتقد، بأن هناك فرصة حقيقية للاستقرار، فهناك فعاليةوقوة سياسية بدأت تأخذ مكانها في هذه الحركة، كذلك هناك تفاعل شبابي يتصدره التشرينيون وغيرهم، بدأ يأخذ طريقه نحو المشاركةالإيجابية في القرار السياسي، وينافسون القوى السياسية التقليدية، في أي انتخابات تجرى ولديهم مقاعد برلمانية،وستكون لهم مشاركةفي الانتخابات المحلية، المزمع إجراؤها في كانون الأول القادم.مع وجود التحدي الأكبر وهو الفساد، الذي أخذ ينخر بجسد الدولة العراقية ويهدد كيانها، باتت جهود حكومة السيد السوداني، واضحة فيمكافحة مافيات الفساد والاقتصاص منها، بالإضافة إلى نقص الخدمات و ارتفاع نسبة البطالة، وكلها أسباب قد تبطيء حركة السوداني،وتجعله عاجزاً حيالها، وهي التي بالتأكيد أمامها قائمة طويلة، من الأولويات التي يجب معالجتها، إذا كانت هناك إرادة، للخروج من هذهالمشاكل والذهاب نحو الاستقرار، ومغادرة الفوضى التي خلفها الغزو الأمريكي والمصالح الغربية، والتي لعبت دورا في هذه الفوضى،بالإضافة إلى الإرهاب والطائفية، التي ما تزال تعصف بالبلاد وتهدد استقراره.?واقعا يبدو أن العراق قد حقق قدرا من الهدوء، وأصبحت هناك حكومة مستقرة تعمل، وتحاول سد الفراغ السياسي الذي دام لأكثر من عام،على أثر تشكيل التحالف الثلاثي بزعامة الصدر، بالإضافة إلى انخفاض العمليات الإرهابية إلى أدنى معدلاتها منذ عام 2003? وعلىالرغم من الهدوء النسبي في العراق والذي عده بعض المراقبين “مخادعا”.. ومن جانب أخر فدخول العراق مرحلة جديدة، تأتي بالاتساق معحالة الهدوء والاستقرار، الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط ومنها العراق، وهي من الأهداف التي تسعى لها واشنطن، وتعتقد ان خفضالتصعيد الإقليمي، ضروري للسماح لها بالتفرغ لخضمها اللدود”الصين”.. ينبغي على القوى المؤثرة في المنطقة، التركيز على استقرارهابنفسها، وعدم السماح لأي تأثير سلبي يحاول تعكير هذا الاستقرار، خصوصا وأن العراق و ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، وأي انهيارفي العراق، بالتأكيد سيؤدي بالتالي إلى زعزعة استقرار، منطقة الشرق الأوسط بأكملها، من خلال انتشار النازحين واللاجئين والإرهاب.?هناك من يرى أن على واشنطن، أن تكون جادة ومهتمة باستقرار وتطورير وازدهار، وتطوير قدرات العراق الإدارية والاقتصادية، وان تنفذ ماعليها من التزامات، وأن تكون صادقة في ذلك.. وإلا فإن العراق بقدراته البشرية والمالية، يمكنه أن يكون متقدما في المجال الاقتصادي،وسط الانفتاح على الوضع الإقليمي والدولي، الذي بالتأكيد سيؤثر بالإيجاب، على اتساع رقعة الاستثمار في البلاد .
?المنافسة الشرسة بين القوى السياسية، التي بدأت تضغط بقوة من أجل مكاسبها في حكومة السوداني، وتماشيا مع أهدافها وأولوياتهاالمعلنة، فينبغي على حكومته أن تعمل باستقلالية تامة، وأن تتعامل مع هذه القوى على أساس الاتفاق السياسي الذي وقعت عليه، والذيعلى أساسه تم تشكيل حكومته.. في ظل هذه الظروف يبقى السؤال الأهم، هو عن قدرة هذه الحكومة، على الوفاء بتعهداتها أمام الشعب العراقي، وتستطيع الإستفادة منالوضع الاقتصادي، والزيادة في أسعار النفط، والهدوء والاستقرار السياسي في البلاد.