أستيقظُ من نومي
في تمامِ السابعةِ
كما تَعَوَّدتُ في سنواتي الأخيرةِ
أتحسَّسُ أعضائي
كأنني أتأكدُ من شيءٍ ما..
عيناي على ساعةِ الحائطِ؛
وبشعورِ من يخافُ
أن يُدْرِكَه فوتٌ جديدٌ
أدخلُ ملابسي على عَجَلٍ
ملابسي التي صارت
تُشبهُني تمامًا
أو صارت “أنا” في الخزانةِ..
يومٌ جديدٌ
تَكْبرُ فيه المسافةُ
بين صوتي وحَفْنةِ أسمائي
بين ما أريدُ وما أقولُ؛
غاية ما أرجوه
أن يمرَّ عاديًّا
بلا فقدٍ أو مفاجأة
بلا جديدٍ يُذكَرُ
و دون أن يُعَرِّشَ فيه الأملُ
على قلبي
أو بين عينيَّ..
يومٌ
جديدٌ؛
حفلةٌ أخرى من اللَّومِ
أدفعُ فيها التُّهَمَ عن نفسي
أمام الجميع:
أمي / زوجتي/ أطفالي/ زملائي في العمل
حتى زهور الشرفةِ وحجارة الطريق..

لا أتذكَّرُ
على وجهِ التحديدِ
ماذا كنتُ أفعلُ
في اليوم نفسِه من العام الفائتِ
غير أنني الآنَ
في صباحِ الأولِ من مايو
وبدون طقوسٍ إضافيةٍ
أدخلُ عاميَ الخامسَ والثلاثين
طفلًا صغيرًا في جسدِ أبيه
لم ينتبه العالمُ
– ولو لمرةٍ واحدةٍ –
لصرخةِ احتجاجِه

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *