في “مِرِك” المدينةِ وشرايين المارَّة
والشجر الكثيف
في متون العجوة التي لا تصلح لصُنعِ الآلهة
أو ترويضهٌ لأن يصيرُ ما يصير في غياهب القدور
دَبَّ السُوس؛
في جسد تآكل كما لو أنه أحجيةٍ قديمة
تأتي من محرقة سرِّية للجدات
من عُشٍّ منسيّ تنهبه الريح
ومعاول
وحقول
وأيادٍ خِشنة
دَبَّ السُوس؛
“وباب الحوش” يرفل في جحيم البيت
يُلهِمه الصرير
والعابرون إلى صلاة الفجر
والآتون من ليل قديم
والذاهبون إلى الأسِرَّة منهكين من التسلق والعواء
دَبَّ السُوس؛
والتلوث العظيم في دمنا المُخثَّر والنزيف
المصاب بلعنةِ الجنود
ومشيئةِ البنادق التي تضجُ كلما
وكيفما وأينما …
وحينما تطلُّ من نوافذ الصباح زهرةٍ تعانق السماء
دَبَّ السُوس؛
يا أبتي
في الميادين التي شيعتنا لحَتْف جديد
كأن الطريق هو الطريق
وأن الرحيل هو المجيء
__