يا قائد الركب حَرِّضْ ثورةَ العَجَلِ
فلم أعُد بمطيقٍ لوعةَ المَطَلِ
واحمِلْ إلى عرفات الله تلبيتي
فخافقي واجبٌ من ذنبه الجَّلَلِ
واملأ غليلَ الصدَى مِن زمزمٍ بَرَدًا
حتى يَعُودَ خلاءً مِن شَوَى العِلَلِ
إني على قَدَمٍ أسعَى أُرِيدُ بها
يومَ المَعادِ مَسِيرَ الفائزِ الجَّذِلِ
لَبِستُ بِيضًا من الهِندام علَّ بها
تَبْيَضُّ ناصيتي في عتمة الظُّلَلِ
لَيسَتْ مَخِيطًاً ولا منها مزركشةً
تَحكِي صدوراًً خَلَتْ مِن زُرقَةِ الدَّغَلِ
يَمَّمتُ وجهي تجاه البيت مرتجيًا
رِفدًا يليقُ بربِّ البيتِ والرُّسُلِ
هاهم ضيوف الذي فاضتْ يداه نَدًى
وأحسَبُ اليومَ أني مِن أولِي النُّزُلِ
تِلكُمْ جوائزُ رَبِّ الناس يَقسِمُها
بين العباد مع الإصباح والأُصُلِ
تطوف رُوحِي حِذاءَ البيتِ عالقةًً
بين الرجاء وخوفِ الآثِمِ الوَجِلِ
خفضتُ طَرفِي حِيالَ الرُّكنِ مُدَّكِراً
عهدَ الألى سلفوا في الأعصر الأُوَلِ
أحذُو على حذوهم راجٍ شفاعتَهم
يومًا تسيخ به الأقدام في الزللِ
أسعى أناجى سميعاً ليس يحجُبُهُ
عني سماءٌ ولا طامٍ من الجبلِ
وأحلقُ الرأسَ مجتثًاً جدائلَها
وأحلقُ الذنبَ في سَعيٍٍ وفي رَمَلِ
اليوم عيدٌ تَعُمُّ النفسَ فرحتُهُ
أنِّي رأيتُ عَدُوِّي باءَ بالفَشَلِ
فهاكِها، يا عَدُوَّ الله صاعقةً
أرجو بها مرتقًى يوم النشور عَلِ
ها قد أفضنا ففاضتْ مِن جوانِحِنا
كأْداءُ وِزرٍ عَتِيِّ الحِملِ والثِّقَلِ
يا سعدَ مَن بُسِطَتْ كَفُّ العطاء له
فَصَيَّرَتهُ لِرَبِّ العالمينَ وَلِي
واستنقذتهُ من الشيطان قبَضَتُها
فبات قرطاسُهُ مما يَسُوءُ خَلِي
يا حاديَ العِيسِ يَمِّمْ دارةً شُغِفَتْ
بسيدِ الخَلقِ مِن رَكبٍ ومن رَجِلِ
واجعل مَناخَ الهوى جاراً لِثُلَّتِهِ
ولا تَمُرَّ مُرورَ المارِقِ العَجِلِ
واحْدُ التحيةَ نحو الرَّمسِ مُلتَزِماً
رُكنَ التَّأدُّبِ والإيماءِ والخَجَلِ
إنا بوادٍ الألى جَلَّتْ مكانتُهم
والراشدين سداة الفضلِ والمُثُلِ
فاسعَوْا حُفاةً على الحصباءِ تكرمة
لِمَن بدا نورُهُ في الخافِقَينِ جَلِي
يا غافر الذنبِ مهما جَلَّ سَيِّئُهُ
عُدنا إليك بما يُخزِي مِن الخَطَلِ
حاشا لذنبِيَ أنْ يَغتالَ نازلةً
مِن فَيضِ عفوِكَ لم تَمحَلْ ولم تَزُلِ
إني أتيتُ وحُسنُ الظنِّ مِنسَأتِي
وأنت لي عُدَّتِي في مُوحِشِ السُّبُلِ
فاغسِلْ لِعَبدِكَ يا مولايَ حَوبَتَهُ
مالي بغيركَ مِن حَوضٍ ومُغتَسَلِ
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠