إن مجلس المحافظة هي عبارة عن سلطة تشريعية مصغرة و لامركزية في رسم شؤون المحافظة الواحدة. ومن صلب واجبات أعضائها بالدرجة الاولى انتخاب المحافظ ونوابه ومن ثم تشكيل لجان محلية لغرض رسم النظم والسياقات والاجراءات اللازمة للحكومة المحلية التي يقودها المحافظ ومن هم في معيته الادارية على ضوء الدستور العراقي الدائم والقوانين العراقية السارية في البلد. أي بمعنى آخر، عضو مجلس المحافظة ليس من صلاحياته تشريع القوانين التي تسري في أنحاء البلد كما يفعل عضو مجلس النواب، بل من أولويات واجباته تقديم ومن ثم التصويت على اللوائح والانظمة والسياقات والإجراءات وحتى القرارات الخاصة بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والامني الخاصة بالمحافظة التي ينتمي اليها ويقيم فيها إقامة دائمة، بإلاضافة الى مهام الرقابة على أداء الحكومة المحلية في المحافظة. وهذا هو الفرق الشاسع بين عمل عضو مجلس المحافظة و عضو مجلس النواب الذي خوّل من قبل الشعب العراقي باكمله لتقديم ومن ثم التصويت على القوانين والقرارات العامة وفق الدستور العراقي الدائم من جهة، والقيام بمهام الرقابة العامة على أداء السلطة التنفيذية في أنحاء العراق من جهة اخرى.من هنا، يجب علينا التفريق بين الاحزاب والتحالفات السياسية “الوطنية” التي سجلت وسوف تسجل لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبين الاحزاب والتحالفات السياسية على مستوى المحافظة الواحدة والتي، على حد علمي المتواضع، نفتقر الى وجودها الرسمي والمرخص من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.لذلك، قبل فوات الاوان أوجه ندائي هذا الى كافة أبناء المحافظات الغير منتظمة في اقليم، استغلال الفرصة الممنوحة لهم من قبل المفوضية، من 1 – 30 تموز القادم لكي يتمكنوا من تسجيل الاحزاب الكبيرة والتحالفات السياسية المحلية؛ أي، كل محافظة على حدة، من أجل انتشال محافظاتهم من سطوة الاحزاب والتحالفات السياسية “الوطنية”، التي أخفقت على مدى السنوات الماضية في خدمة المحافظات العراقية بالشكل الذي يليق بالشعب العراقي الكريم.كذلك، إيماناً منّي بأهمية إخراج المحافظات العراقية من براثن الفساد والفقر والقهر من جهة، وإبعاد نظام المحاصصة المقيتة والمحسوبية النتنة وخاصة في المحافظات التي تعيش أبنائها الشرفاء تحت خطوط الفقر الظالمة من جهة ثانية، أجد أن من واجبي الاخلاقي والوطني أن أناشدكم في تشكيل أحزابكم الكبيرة وتحالفاتكم السياسية، كل في محافظته، خير لكم من الترشيح الفردي أو الانظمام في صفوف الاحزاب السياسية الفاشلة والتي جربتموها أكثر من مرة طيلة العقدين الماضيين.أخيراً، أأكد لكم بأن من خلال استخدام طريقة سانت ليغو في إحتساب المقاعد الفائزة في الانتخابات المحلية، فإن أكثر من 95٪? من مرشحي الترشيح الفردي، بل وإن أغلب الاحزاب الصغيرة سوف لن يتمكنون من إجتياز العتبة الانتخابية (وليس القاسم الانتخابي كما يروج له البعض من أصحاب النوايا السيئة) 1،7 في طريقة سانت ليغو المحرفة والغير دستورية.
لذا، سارعوا في تنظيم أنفسكم في أحزاب كبيرة جديدة على مستوى المحافظة الواحدة لكي تفوتوا الفرص على الاحزاب والتحالفات السياسية التقليدية في انتخابات مجالس المحافظات القادمة، والتي لم ولن تجدون منهم غير المزيد من الفساد السياسي والمالي والاداري والاقتصادي وحتى الاجتماعي. ولكم مني خالص التحية والتقدير.
{ عضو مجلس المفوضين السابق