كتب لي الاخ منير هذال العبيدي
وفقك الله دكتور هل حسيت انك متندم على عدم الموافقة باستلام رئاسة الوزراء وذا لم تكن متندم فإنك اذنبت بحق الشعب العراقي لأن تركت الفاسدين يتطاولون على المال العام وهم يفتخرون من نور وزمرته
فأجبته :
اخي العزيز لم يكن الامر بهذه الصيغة اي اني رفضت استلام رئاسة الوزراء، ولكنهم هددوني ان لم اعين وزراء منهم ليحققوا فوائد شخصية لأحزابهم من خلال هذه الوزارات فلن يحضروا لتحقيق النصاب، وكنت متأكداً ان النصاب سيتحقق لأن اغلب الشيعة وقفوا الى جانبي وبالذات التيار الصدري والكثير من السنة ايضاً وقفوا الى جانبي كجماعات اسامة النجيفي وخميس الخنجر ومثنى السامرائي وغيرهم ما عدا جماعة الحلبوسي الذين لم يحضروا، ووقف معي من الكرد جميع الاحزاب من غير الديمقراطي، اما الاتحاد الوطني فكانوا مترددين لم يحضروا الجلسة الاولى ولكنهم قرروا ان يحضروا في الجلسة الثانية، فتحقق النصاب في الجلسة الاولى حين حضر 176 نائباً كما هو مدون في ورقة الحضور بتوقيع النواب الحاضرين انفسهم، في حين ان النصاب هو فقط 167 اي اكثر من النصاب بتسعة اشخاص، ولكن كان هناك مخطط مسبق تكشف لي لاحقاً، حيث في جميع الجلسات السابقة واللاحقة لتشكيل الوزارات كجلسات الجعفري والمالكي والعبادي وعادل عبد المهدي والكاظمي والسوداني يحضر رئيس الوزراء مع كابينته الوزارية الى الجلسة اما انا فلم يسمح لي بجلب الكابينة حتى الى البرلمان وطلب مني ان لا ادخل الجلسة حتى مع توفر النصاب، وحينما توفر النصاب اشاعوا في داخل الجلسة بين النواب اني قد انسحبت وسحبت الكابينة معي خارج الجلسة، ولو كنت موجوداً داخل الجلسة او كانت الكابينة موجودة في البرلمان لما استطاعوا ان يلعبوا هذه اللعبة ، لقد كان الامر مخططاً له بدقة عالية، ثم ان هذه اللعبة عرّفتهُم من سيحضر في الجلسة الثانية، لقد انكشفت جملة من الحقائق لاحقاً ، للأسف دُفِعت مبالغ كبيرة لكي لا يتحقق النصاب في الجلسة الثانية، هذه الحقائق وصلتني بعد اكثر من سنة من التكليف، وتم ايصال خبر للكرد من الاحزاب المستقلة ولحزب الاتحاد الوطني ان لا يحضروا لان النصاب لن يتحقق، وهكذا لم يتوفر النصاب في المرة الثانية، هذه اخي العزيز حيثيات ما حصل في جلستي مجلس النواب وبعض الحقائق لعله اول مرة اتطرق فيها في العلن حيث بعض هذه التفاصيل قد تكشفت لي الكثير من حقائقها خلال هذه السنوات الثلاث بعد الاعتذار عن التكليف، اما سؤالك ان كنت نادماً فجوابي اني لست نادماً بالمرة، فقد خرجت بوجه ابيض امام الله ووفيت بعهدي الى الشعب حينما اخبرته من اول يوم رشحت فيه باني ساترك التكليف في حال مورست ضغوط سياسية علي من اجل تمرير اجندة معينة على الحكومة التي اعتزم تشكيلها، وهكذا وفيت بعهدي امام الله اولاً وامام الشعب ثانياً وتركت التكليف ورأسي مرفوعاً ، وشتان ما بين من سرق المواطنين العراقيين وبين من صدق معهم لخدمتهم وعاهدهم في عدم الخضوع للفساد والفاسدين ووفى بعهده معهم، والحمد لله رب العالمين