إنّها محاولة للتسلُّل إلى الرَّحابة
من الثُقب الضيِّق للواقع
محاولة لضخ هرمونات الإشتعال
داخل أرطال قليلة من اللحم
حصر فضاءات شاسعة
داخل صدغَين يابسَين
إبدال قلب شاحب
بعضو مُتوهِّج ومُنتَصِب
إنّها محاولة عين ناعسة
لخداع حُرَّاس السِّحر
إنتاج ما يشابه حياتك
في حُلم مُتخبِّط وهمجي
إطلاق شياطينك العبثيّة
ألواناً زاهية
خلال طبقات صامتة من العتم
إحياء أحلامك كأطياف
مفتوحة على الإحتمالات
دون حتميَّة الوجوه
الأسامي
أو الخداع
إنها محاولة للحفاظ على النَّضارة
بكاء سَخي فوق نبتة يابسة
حِصار الدِّماء داخل دائرة شرايين نافِقة
تحنيط جثّة الواقع بوضعيّة مُثيرة
ومضاجعتها
كل
مساء
إنَّها مُحاولة للكلام المُتهوِّر
فرصة صوتيّة قصيرة لأخرس مُنفَعل
مثل كلام مملوء بالحجارة
مرفوع ألف سماء
مثل شجرة عملاقة “مشلوعة”
معصوفة بالرّيح
شيئ يشابه جرأة الفِعل
يُلاطِفُهُ من بعيد
ولا يَصله
بذات التأثير المُهدِّئ
لأي جريمة
لأي إقتراف عُصابي
إنّها محاولة لكبح جماح معدة تتقبَّض
إحتواء أفعى تتلوّى في العمق
يدان
تُصارعان الإجهاض بارتجافات خفيفة
الحب الذي بسهولة قد يتحوَّل لقيئ
بخروج مُمتلئ بالتَّعب، بالرَّاحة
بالقَرَف المُضني
إنّها خِفَّة ترفُض هذا الثِّقَل
محاولة لتخليل الحب في مرطبان
تجميده في ثلّاجة
أيّ مكان،
خارج الجسد
إنّها محاولة للغناء من قعر الجَّحيم
لإحياء حفلة داخل مقبرة
محاولة أعمى
لابتكار أشكال جديدة
للحلم
رغم الإنسومنيا
إنّها محاولة رديئة كرداءة الحياة
إنسان عادي يصارع حياة عاديّة
بكل مافي الأمر من بساطة وبؤس
إنها محاولة للرأفة بالحزن
لتمسيد الفرو المُهمَل
على الظَّهر المُقوَّس للألم
هذا المنبوذ دائماً
هذا الحارس الحنون
لا وقت مناسب له
لا قلب يريده
لا جسد ينتظره
أفتح ذراعيَّ بكل حب
وأبكي من الشَّفقة