أما قيلَ في الأشعارِ تُجبى الدراهمُ
ويُقدحُ مظلومٌ ويُمدحُ ظالمُ
وليسَ لأهلِ الشعرِ رأيٌ وذمّةٌ
فعندَ حصادُ الحقلِ تُجنى الغنانمُ
ولستُ نبيَّ الشعرِ أو بيَ جِنّةٌ
ولا شطَّ لي حرفٌ ولا كَلَّ صارمُ
إذا نادتِ الهيجاءُ شِعري زعيمُها
فإن صال في الميدان فرَّ الضياغمُ
وبي رقّةٌ كالوردِ في الروضِ زاهراً
تحومُ فراشاتٌ وتشدو حمائمُ
وأسكبُها شهداً زلالاً وطيبُها..
تَفوحُ كما القدّاحِ منهُ النسائمُ ..!
أعودُ إلى ذي بدءِ :شعري رسالةٌ
ودرسٌ ونبراسٌ وعلمٌ وعالِمُ
يجودُ بهِ فكري وليسَ قريحتي
فإنّي بوادي الشعرِ سِلمٌ مسالمُ
ولستُ بقولِ الحقِّ أخشى مَنيّةً
ولا رفَّ لي جَفنٌ إذا جاءَ ((هادِمُ))!*
مضيتُ ومذ عَقدينِ أحملُ خامتي*
ولستُ مُبالٍ لو تفحُّ الأراقِمُ!
فلي معها عِبرَ السنينَ حكايةٌ
إذا كشّرتْ ناباً عَلَتْها المخاذِمُ*
*هادمُ اللذات=الموت
*خامة = الكفن
*المخاذم/السيوف الباترة