لا وقتَ لدينا للحب في هذا
الشرقِ صديقي …
فقلبي مدينةُ منكوبةُ
تسكنها وتطوفُ بها الأشباحُ
ويعمُ أحياءها الخرابُ
ما عادت تشرقُ في شرقنا
شمسٌ والجهلُ مربطُ خيلنا
له فيه دولةٌ عظمى
وعواصمُ كبرى
تأتي لزيارتها السياحُ .
فالحبُ في عرفنا إثمٌ كبيرٌ
وجرمٌ لا يغتفرُ وفعلٌ غيرُ مباحُ
منذٌ أن باعونا للغربِ
سُرق منا الدربُ فكلُ الدروبِ
تساوت إن اتجهنا شرقاً
أو ذهبنا لأقصى الغربِ .
فأقصى أمانينا أن تلُمنا أرضٌ
و كلُ أحلامنا أن نجمعَ
ما يُرمى لنا من فتاتٍ وحبِ
محكومون نحن بالخوفِ
دمُنا مستباحٌ وأمننا سرابٌ
وغدُنا جراحُ .
لساننا مقطوعٌ وصمتُنا مسموعٌ
وكلُ شيءٍ لدينا ممنوعُ
ونحن بيدِ الكلٍ لعبةٌ تُشترى وتُباع
وكلُ حينٍ نستيقظُ على
حربٍ وننامُ على أخرى
ونلعقُ الجراحَ .
ونتركُ العرَّافين يستوضحون
لنا الأمرَ ويرسمون الطريقَ
ويبينون المخرجَ لأزمتنا ويختارون
لنا المنهجَ والمسارَ .
مملوكون نحن لإرادة السلطانِ
والحاكمُ بأمره له النصيبُ الأكبرُ
بيادرنا حقولنا وجهدنا
وعرقنا وَما منْ أشياءٍ أخرى تيسر
وما خفي كان أمر وأعظم .
ما مرَ عيدٌ في ديارنا إلا
علينا تحسر ونهل من دموعنا
وحالنا استنكر .
تاريخُنا مزيفٌ نقشه السلطانُ
الأولُ وكما يحلو الأمرُ لمخيلته
ولنفسه يطيبُ .
وفي لعبةِ الأممٍ نحن أجحارُ
شطرنجٍ ينقلُها اللاعبون ليربحَ
المعركةَ اللاعبُ الأشطرُ
فيهم والأمهرْ .
قانونُنا الأولُ الكذبُ والنفاقُ
ونحن فيه الأبرعُ والأكثرُ خبرةً
والصدقُ فينا جريمةٌ كبرى لا تُغتفرُ
وخيرُنا التاجرُ والسمسارُ وكلاهما
الناجحُ الأجملُ والأمثلْ .
فكيف لقلوبنا يا صديقي
أن تزهو بالحب …
وأن تُزهرَ في تربتنا وروده
وأن تُثمرَ وبعطرِ الحبِ تفوحُ
سماؤنا ودنيانا بنوره البهي
تقيمُ مملكةَ الحبِ وتعمرْ ؟!!.
…. …. …. …. …. ….