أيها الألزهايمر الواقف خلف الباب
انتظر قليلاً من فضلك
فلم يزل لدي الكثير من الأعمال
انتظر حتى أرد على رسالة
محبوبتي
التي هجرت البيت
وقررت الانتحار بعيداً
بعد أن تركت كلمات لم أفهمها بعد
انتظر حتى أدوّن اعترافاتي المخجلة
التي لم تخجل أحداً سواي
وحماقاتي المرعبة
التي لم تؤذ أحداً سواي
واكتشافاتي المدهشة
التي لم تدهش أحداً سواي
انتظر حتى انتهى من صنع قهوتي
المغليّة حد الفوران
وأدخّن سجائري اللعينة
الضارة جداً بالصحة حد الموت
وأقلّم أظافري الطويلة
المقززة حد الغثيان
انتظر حتى أقرأ جريدة الصباح
وألقى نظرة على صفحتي بالفيس
وأهاتف شركة المحمول
التي قطعت عني الخدمة بعد أن
سددت رسوم الاشتراك
انتظر حتى أصلح أخطائي الإملائية
في شكوتي المتكررة للوزارة
بسبب انقطاع التيار
وأعتذر عن عدم حضور حفل عيد الميلاد
لرجل بلغ الثمانين ويرغب في
إضاءة الشموع
وأغفر لجارتي التي أغلقتْ نافذتها
ذات يوم
فحرمتني لذة التلصص الشنيع
على تفاصيل وحدتها المثيرة
انتظر حتى أثأر لصورتي المهدورة
في المرآة
لأقلامي التي نفد مدادها في مقدمات
طويلة
ولم أدخل في موضوعاتها بعد
لأوراقي التي بددتها في دروس
الأولاد
ولم يبق سوى جدران تنشع
بمسرحيات الحكيم
وذاكرة تبحث عن طفل يلهو بعلب
الألوان
وكراسات رسم مطوية على أقزام
وساحرات
ولحظات أولى لتهتك البراءة
انتظر حتى أعيد ترتيب أثاث البيت
فلا يكون مثيراً للسخرية أو الضحك
المعيب بلا سبب
أو يكون مدعاةً للشفقة الممجوجة
بغير كياسة
أو مشيعاً للكآبة، ينفر منه الأقارب
قبل الغرباء
فقط أن يكون مناسباً لاستقبال
القادمين
بصحبة خادم
أو طبيب
أو رجل نذر نفسه لتكفين الموتى
دون مقابل
انتظر حتى أغسل أسناني
وأحلق ذقني
وأرتدي ملابسي
وألقى نظرة على الشارع
بعد أن أكتب على ذراعي
اسمي وعنواني
و هواياتي المفضلة
تربية القطط والعصافير
ومراقبة الحمام الزاجل
حين يطير بعيداً
ثم يعود أدراجه سالماً
دون أن يفقد الطريق..