إن مصالحة الكردية بعد الإقتتال الداخلي و بدعم إقليمي دولي بين الاتحاد الوطني و الديمقراطي عام1996 بإعتقادي كان اكبر خطأ في التاريخ السياسي الكردي..فمن المفترض أن يجتاح أحدهم الآخر ، وخروجهم منها بمنتصرٍ واحد وليس كلاهما منتصرين كأي إقتتال او حرب داخلي آخر ، و بخلاف ذلك فإننا سنعود الى أصل الخلافات .. ونرى بأن هذا الصلح لم يوحد الصف الكردي ، لا سياسياً ولا إجتماعياً ، وإنما فكك المجتمع و أدى الى انقسامه نصفين ، بعد وقف إطلاق النار بين الطرفين مع بقاء المشاكل عالقة بينهم دون إيجاد حلول جذرية لها ، وإن ضعف حكومة المركز أجلت وأخفت على المواطن الكردي عمق الخلاف القائم المؤجل لاجلٍ غير مسمى بين الطرفين منذ عام 1996 و الى يومنا هذا ..
اذاً لا زلنا نبحث عن اسباب هذا الصراع وما هي نتائج الصلح ؟!
وهنا اُحدثكم عن دماء الشهداء ، وهل كان يستحق الصراع كل هذا المهر ؟!
وهذا الصلح أدى الى صعوبة وقوفهم خلف رغبة واحدة و إتخاذ قرار يخدم الشعب باكمله ، ونعلم بأن كلاهما يمتلك نفوذ سياسي و قوة عسكرية و بإمكانهما الوقوف بوجه الاخر وتهديد بعضهم البعض..ففي ظل رفضهم لبروز بدائل أخرى من النماذج الاجتماعية التي لا تتفق مع الاسس الفكرية للسلطة ، وهذا يعد تهديداً لمصالحهم ، فدائماً ما ترى الحكومات المتعاقبة أن هذا التهديد ذريعة لأعطاء نفسها الحق بالدفاع عن النفس ومحاربة تلك البدائل وفقاً للاطار المفهومي الذي ترسخ من قبل الجميع حول (الدفاع عن الأنظمة هو أمرٌ طبيعي للحكومات ).
بالمقابل و تفسيراً لواقعنا ، فالوضع الان بحاجة ماسّة الى حرب باردة بين كلا الطرفين لحل المعضلة ، وتفوّق احدهم على الاخر ، كون الظروف الاقليمية والدولية لا تسمح بمعالجتها عسكرياً ، وحقاً لا يخرج اي منهم منتصراً في حال استخدما السلاح او اي عملٍ آخر يهدد كيان اقليم كردستان.