الكاتب صادق السامرائي
“وإذ قال إبراهيم أللهم إجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات…” البقرة : 126
ما سيأتي ليس تفسيرا أو تأويلا وإنما تسليطا إدراكيا على جوهر الفكرة التي إحتوتها الآية , وهي دليل الحياة الحرة الكريمة , والقدرة على التعبير عن السلوك الإنساني القويم.
وما جاء فيها , الأمن والرزق , وهما العمودان المؤديان لبناء الحياة بكافة مناحيها وتطلعات بشرها.
فالأمن من أهم أركان الحياة , وبدونه تنتفي وتفقد أبسط ملامحها وتتهاوى معالمها بأنواعها , فالمجتمعات التي تفتقد للأمن والأمان لا تقدم شيئا , وتتحول أيامها إلى جحيم مستعر , حيث تتنامى فيها عناصر الرذيلة ومفردات الفساد , ويموت القانون , وتصبح عصابات وفئويات وكينونات متصارعة تفترس بعضها بعضا.
وبغياب الأمن تتدهور نشاطات الحياة وتصاب بالفاقة والحرمان والإمتهان , ويأتي في الجانب الآخر الواقع الإقتصادي , وهو مرهون بالحالة الأمنية , وقدرة الدولة على تأمين الإستقرار والحماية الكاملة للنشاطات الإقتصادية في ربوع البلاد , فالإقتصاد من أعمدة الحياة المهمة بل هو أبهرها , فالمجتمع الذي لا يطعم نفسه لا يمكنه أن يكون صاحب قيمة ودور , وتتهاوى أركانه على عروشها , فتحقيق الإستقرار الإقتصادي مهم وضروري للحياة الحرة الكريمة.
إذن إنهما الأمن والإقتصاد , ساقا الحياة التي تمشي عليهما , وإذا فقدا تصبح مقعدة , وإذا ضعف أحدهما تكون عرجاء أو مضطربة الخطوات.
فهل إستوعبنا معنى الأمن والرزق , أم مضينا نتدحرج ونتبع وفقا لتفسيرات وتأويلات تدميرية للحياة والدين , وبآليات محدودة , وكأن الكلام مجرد كلام , وكل يعطي لنفسه الحرية في المتاجرة به بإسم الدين.
نعم إنهما الأمن والإقتصاد!!
فهل أن ديارنا آمنة؟
وهل مجتمعاتنا قادرة على إطعام نفسها وبناء إقتصاد رشيد؟
عندما نجيب بنعم سنكون , أما إذا كان الجواب بالنفي فالمصير أقسى مما هو عليه!!