فيقوا فجرا فقد حان وقت الصلاة ، والمؤذن يخبر الجميع ، المخيم محاصر ، والدماء خرجت من أجساد الكبار ، واجساد الفتية والصغار باتت نذوراً للمخيم ، بل لكل من يتكلم عربي ، ولكل من أمن بكتاب القران المنزل المحفوظ من الله الجليل ، فلا المهووسين ولا الحاقدين ولا أولئك العنصريون يمكنهم وقف تدفق الملايين المؤمنة الى بيت الله ومكة لاستكمال وصايا الله على المؤمنين ، ولا أحد في كل كيان إسرائيل وقف ترانيم الكنائس الموحدة مع اذان بيت المقدس في القدس العتيقة ، فهي جنين وجبل النار في نابلس تقاتل من متر الى متر جيوش الاحتلال العنصري ، فهم وحدهم مخيم ومدينة نابلس المحاصرة والبيوت العربية الفلسطينية العتيقة في القدس المهددة بالتهديم ، تقاتل ، وكل العرب لا يملكون سوى الشريط المسجل ، الإدانة والاستنكار ، كأنهم باتوا موصوفون ومخدرون لهذه الكلمات ، لا يدرون ، أو يدرون ولا يفعلون اكثر من ذلك .

جنين هي المدينة التي تقاتل جيش العدو الذي استخدم الطائرات الحربية والمسيرات وخيرة قطعاته المنتخبة والمدربة ، ولم يفلح في وقف المقاومة فعرين الأسود في جنين ورفاقهم في نابلس يقاومون ببسالة روح الفدائي المستعد دوما للاستشهاد دفاعا عن الأرض بكل قياساتها ، وعن الحرية الموصوفة في قوانين الأديان وعن الشعب في حقه بوطن كامل الحقوق .

لم يعد مقبولاً بالمطلق أن تبقى الخلافات السياسية بين أبناء القضية الواحدة ، والدماء في جنين والقدس ونابلس تسيل برصاص العدو الواحد ، ولم يعد مقبولاً ايضاً ان يقدم _ 30_ طفلا من عمر ثلاث سنوات الى خمسة عشر سنه خلال الأشهر الأولى من السنة الراهنة 2023 ارواحهم على مذبح الدفاع عن فلسطين ، وتلك القوى والأطراف والمنظمات الفلسطينية لم تستجيب لنداء الاتحاد وتوحيد الموقف في مواجهة اخطر كيان عنصري صمم عالميا لكي يحتل بلاد القبلة الأولى للمسلمين والمسيحيين معا ، هي فلسطين.

لصق الجراح

نحن متيقنون بأن هذا العدوان على جنين سيسقط كما كان قبله ، فشعب جنين مصمم على مواصلة المنازلة ، فمثلما ظل الإسرائيليون يلعقون جراح الخيبة والفشل في الاجتياح لجنين الذي ســـــبق هذا الاجتياح ، فأن هذا الذي يحدث والذي استعمل فيه العدو الإسرائيلي أسلحته الجوية بالإضافة الى قطعاته العسكرية سيفشل ، وستكشف الوقائــــــــع حجم خسائر العدو الذي استخدم فيه المقاتلون العبوات الناسفة والصواريخ المحمولة على الكتف ، وسنشهد هذه المرة ملثما حدث في المرات السابقة اعتــــــرافات الصهاينة بقوة المقاومة وخسائرهم . جنين تبقى بوابة النهوض للانتفاضة ، فالأرواح التي تصعد للعليين ، هي بالتأكيد نذير ثورة تعم كل الضفة الغربية ، ناهيك عن الاستعداد الدائم لغزة المقاومة . كثيراً ما يتحدثون سلبياً بل وعدائياً عن محور المقاومة ويغضون الطرف عن محور الأشرار والعدوان الذي لا يعرف للإنسان قيمة ولا للحقوق واجباً ولا لكفالة القوانين الدولية لحرية الانسان ، هم ساديون يعبثون بدماء الشعوب ، ويريدون من شعب فلسطين أن يرضخ لقوانين القتل والإهانة ، من الانسان في هذه الكونية يقبل أن يهدم بيته الذي كان عمره اكثر بكثير من عمر هذا الكيان الغاصب ، ويسكت على التهديم لكون مستوطن إسرائيلي يريد جاء من بلاد الغرب يريد الاستيطان فيه ، من هو يقبل ذلك ، اللهم إلا الخائفين الخانعين لوصايا القوى الظالمة ، لذلك فمحور المقاومة ضرورة ليس لفلسطين وحدها وإنما لنا نحن العرب حيث الجميع مستهدف من كيان لا يعرف بل لا يريد السلام ولا يعترف بالحقوق ، وهو هذا الكيان لا يستقيم ولا يعيش إلا بالحروب والعدوان المستمر ، اقرأوا تاريخ اغتصابه لفلسطين فكل فاصلة زمنية من هذا التاريخ المشؤوم هناك حرب ، فبالحروب يشعر بالبقاء . إذن لابد من وحدة الموقف ولابد من توحيد المواجهة ، أما عالم اليوم ونقصد الأمم المتحدة فهي المنظمة التي تبلع قراراتها حينما يتعلق الأمر بحقوق فلسطين والعرب ، فلا جدوى من الانتظار .. ويبقى مخيم جنين هو المخيم الثائر المقاتل المتصدي لكل عدوان ومنه ستبقى الشرارة مشتعلة حتى ينهض الجميع .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *