-1-
قال الشاعر :
مَنْ غضَّ داوى بِشرب الماءِ غُصتَه
فكيف يصنعُ مَنْ قد غصَّ بالماء ؟
وتكرر المعنى عند شاعر آخر فقال :
الى الماء يسعى مَنْ يغصُ بِلُقْمةٍ
الى أينَ يسعى مَن يَغَصُ بماء ؟
-2-
تطلع العراقيون المكتوون بنار الحكم الدموي العفلقي الظالم الى مَنْ ينقذهم مِنْ براثن الدكتاتورية وجرائمها ، ويسير بهم نحو تحقيق آمالهم في العيش الكريم الآمن المستقر، وأنْ يكون العدل ديدن الممسكين بالسلطة في أعقاب الخلاص مِنْ نيران العذاب الصدامي .
لقد كان النظر الى رجال المعارضة العراقية للنظام البائد انهم الماء المنقذ من الغصص التي ناء بها الشعب العراقي المكروب .
ولكنّ الذي حصل هو أنَّ كثيراً مِنْ اولئك الرجال المعوّل عليهم في تحقيق آمال وتطلعات المواطنين العراقيين قد خيّبوا الآمال والظنون .
وقد استهلكتم مشاريعهم المحمومة لاكتناز المال وتحقيق المآرب الشخصية والفئوية على حساب الصالح العام للبلاد والعباد .
ومن هنا عظم حجم الفجوة بين معظم السلطويين والمواطنين – للاسف الشديد- وتجلّى ذلك في انخفاض مناسيب المشاركة في الانتخابات النيابية العامة .
لقد تم نهب الثروة الوطنية العراقية وهربت مئات المليارات من الدولارات الى خارج العراق بينما كان المفترض ان تنفق على مشاريع البنى التحتية وتأمين الحاجات الضرورية من كهرباء وصحة وتعليم .
-3-
انّ العراق اليوم هو المثال البارز لتفشي الفساد المالي والاداري ويحتل الصدارة في قائمة الدول المبتلاة بهذا الداء الخطير
ان الفساد المالي لا يقل خطراً عن الارهاب وهما وجهان لعملة واحدة .
ولقد ذاق العراقيون من مرارتهما مالمْ تَذُقْهُ سائرُ الشعوب .
-4-
انّ حيتان الفساد هم أكثر المتحدثين بوجوب محاربة الفساد ..!!
وهذه من المفارقات العجيبة ..!!
وقد وضعوا انفسهم فوق القانون حيث لا يطبق الاّ على المستضعفين .
-5-
ومالم يتم استرجاع الثروة الوطنية العراقية المنهوبة، ويُحاسب اللصوص والقراصنة عما اجترحوه فليس من السهل على العراق استرجاع عافيته وموقعه العالي تحت الشمس .