مع بدء فصل الصيف تعرضت احياء كثيرة في مختلف مدن العراق الى انقطاعات مستمرة في الكهرباء زادت عن حدها الذي تعود عليه المواطن الذي ابتلى بهذا الداء الذي يبدو انه يمر بتعرجات كثيرة ترتبط بسياسة البلد 00 وتؤكد السلطات المحلية ان شحة الكهرباء جاء ت بسبب النقص الحاصل في عملية التزود بالغاز المستخدم في توليد الطاقة المستورد من ايران 00 ورغم تأكيدات الحكومة العراقية على ان المشكلة في طريق الحل مع ايران وانها مسألة ايام فقط وخاصة بعد زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لايران 00 ونعود الى مسألة الكهرباء وما آلت اليه الامور في العالم عامة والعراق خاصة ونقول
عندما توفي توماس اديسون مخترع الكهرباء عام 1931 بمرض السكري تم اطفاء جميع الكهرباء في العالم والحمد لله مازال العراق دون دول العالم متفردا بهذا الحزن الدائم وفاءا للعالم الجليل اديسون فمازال العراق متمسك بهذا التقليد حزنا والما وكمدا على فقدانه وكم تمنى المسؤولون فيه ان يضعوا نصبا كبيرا له وسط العاصمة بغداد واشعال الشموع ليلا بعد ان عجزوا عن توفير الكهرباء لابناء شعبهم 00 فالكهرباء في كل الاحوال هي عصب الحياة لا بل باتت هي الحياة نفسها لايمكن الاستمرار فيها دون وجود هذا العصب الحيوي والمهم 00 ان العراق كان سباقا في الحصول على هذه التقنية وترجع انارة العاصمة بغداد بالكهرباء الى عام 1889 في عهد الوالي العثماني عبد الرحمن حينما أمر بانارة بعض المحلات بجانب الرصافة فوضعت ” الفوانيس ” ولم تكن بغداد قد عرفت الكهرباء الا في عهد الوالي ناظم باشا عام 1910 واستطاع محمود الشابندر احد تجار بغداد ان يؤسس شركة في لندن لانشاء مشروع الطاقة الكهربائية في بغداد بعد حصوله على موافقة السلطات العثمانية على انشاء هذه الشركة في عام 1914 وكانت تعرف ” الشركة العثمانية المساهمة للترمواي والتنوير والقوة الكهربائية لمدينة بغداد ” لكن المشروع تم تجميده بسبب اندلاع الحرب العالمية الاولى واحتلال بريطانيا للعراق ثم بعدها اقترن مشروع استخدام الكهرباء مع الاحتلال البريطاني واستمر الحال في تطوير الطاقة الكهربائية لكن ببطء دون تخطيط مبرمج لغاية عام 1991 عندما نشبت حرب الخليج الاولى بعد احتلال الكويت فقد عانت منظومة الكهرباء من اضرار جسيمة حيث تم ايقاف عمل العديد من خطوط النقل وتضررت المحطات الفرعية نتيجة استهداف قوات التحالف منظومة الكهرباء وتم اصلاح بعض هذه المنظومات اصلاحا بطيءا لايرتقي الى مستوى الطموح واستمر الحال بحرمان المواطن من الكهرباء والتمتع بجزء بسيط لايرضي الاسرة العراقية وتوقع المواطن بعد سقوط نظام صدام عام 2003 ان تحدث نقلة نوعية في الطاقة خاصة بعد زوال المعوقات ومنها الحصار وحصول وفرة كبيرة في الاموال المستحصلة من ايرادات النفط لكن بقي الحال اسوأ مما كان وضلت امدادات الطاقة الكهربائية غير كافية وغير مستقرة خاصة لدى الطبقات الفقيرة التي تدفع لمحطات الطاقة الكهربائية الاهلية اموال اضافية دون مبرر ووصل الحال برفع اسعار سحب الامبيرية حسب مزاج صاحب المولدة زيادة غير طبيعية من قبل البعض من الجشعين وفشلت الدولة في معالجة هذه الحالة معالجة علمية تخدم المواطن المبتلى بهذا الوباء الذي تطور واصبح اكثر ألما من وباء السرطان وباتت لاتحتمل آلامه وبات المواطن لايحتمل هذا الانقطاع حتى فقد صبره نتيجة استنزاف اموال اضافية من دخله للحصول على الطاقة والتي هي في النتيجة حق من حقوق المواطن على الدولة00 فمتى تعي الدولة هذه المعاناة وتعمل بجدية لمعالجة هذه المشكلة التي اصبحت مشكلة المشاكل تعاني منها اغلب العوائل العراقية محدودة الدخل 00 ولمن تشتكي بعد ان نفذ صبرها واصبحت كبالونة على وشك الانفجار.