في الساعة الثانية عشرة ظهرا،وقف خالد في فناء البيت يتأمل الغيوم الرشيقة وهي تدنو من بعضها البعض ،تأنقت السماء في مخيلته، زرقة الانهر وجداولها ،جبال مهيبات تكسوها الثلوج ،طيور بجع محلقة بمرح ،صدح بصوت جذل ،هذه المشاهد في افلام الكارتون نيلز،دلف غرفة الاستقبال ملهوفا ،شاهد صورة جده معلقة على الحائط ضحك في سره انه يشبه ابو جهل الذي لطمه الحمزة في فلم الرسالة ، حدق في الفرشة نحيفة بنحافة زوجة (بباي) ومشعثة اطرافها ك شعر عبسي، شغل التلفاز ،تمدد على قفاه يحملق ،في شاشة التلفاز ،مشهد للرئيس وهو يطلق العيارات النارية ببندقية البرنو بيد واحدة ،المشهد الثاني ،من وصايا القائد :
اجعل عدوك امام عينك واسبقه ،ولاتدعه خلف ظهرك ،المشهد الثالث الرئيس يجر حبل المدفع ،زمجرة مهيبة ،صدح صوت رخيم ،كي لاننسى، مسك خالد قدميه وسحبها الى صدره وظل يترنح يمينا ويسارا ويعظ قميصه بضراوة، وقف امام المرأة ببزته العسكرية ،ينظر لنفسه مزهوا ،لمعت الرتبة على كتفه ، فتل شاربه وتلمس مسدسه دار الى اليمين مشى الى المنصة شاهد الاف الجماهير تنتظره ،مسك اللاقط بيده اليسرى ، ولبث يلوح بالاخرى ويصرخ انا الرئيس الجديد ،هل انتم موافقون ، رفسه ابوه قم ايها الحمار ،افاق من حلمه محملقا بأبيه بذهول ، ماسك بيده زجاجة خمر وكأسا ،تريد ان تصير رئيسا وانت مكثت بمدرستك اطول من حرب ايران، اذهب لامك لتجلب لي المزة ،القميء يريد ان يصير رئيسا،وقف في فناء البيت محدقا في السدرة الوارفة ،لا صورة تدور في رأسه سوى الوان استراحة تلفاز دون وشوشة، رمق سلم السطح ،همز ذاكرته ،صدح المخبأ،مشى صوب السلم يدوس على الاوراق المتيبسة ،محدثة موسيقى شيطانية وايقاعا هتلريا ،توقف برهة وئد ارتباكه مشى على اطراف اصابعه ،ارتقى السلم بهدوء ملهم ،متحاشيا ان يحدث جلبة ،وصل السطح ،اقترب من قطعة حديد فوقها طابوق اصفر ،رفع الطابوق عن القطعة ،تخلص منه ،رفع قطعة الحديد، ظهرشق كشق لحد ،اخرج منها (نوزل بم سيارة) ومسار كبير، ومصران مغذي طبي ،ورصاصة صدئة،جلس وسط السطح ربط النوزل من اذنيه بالمصران ووضع الرصاصة في الفوهة والمسمار في المؤخرة ، صارت الالة كسهم ونبل ،حملق في السطح منتشيا ،شاهد قطا متكورا على السور ،وقف بهدوء ،مشى صوب القط بحذر بالغ خوفا ان يفزعه دنا منه خطوة فخطوة ، قنص بدقة متناهية من مسافة متر ،سدد نحو رأس الهر ،ارتفعت يداه عاليا اثر ردة الفعل ، انطلق صوت شديد، طار القط بجنون سقط على الارض فر مرعوبا، ارتعب خالد ظن ان والديه سمعا الصوت ،اطل من سور السطح على الفناء ،لا شيء مقلق ،تبدد خوفه ،كلم نفسه ينبغي ان اقترب اكثر وامسك الالة بقوة قبل التسديد ،مشى صوب قوطي متدل من شق بالسور مربوط بخيط ماكنة خياطة عابر الى بيت جاره ،مسك القوطي قربه من فمه صرخ احمد.