كتب محمد الكلابي
الأنيابُ والمخالبُ والسمٌّ والشّوك والخِداعُ والمكرُ والقوّةُ والسّرعةُ ،
كلُّ كائنٍ وُجدَ في هذا المكان يحملُ معه وسائلَ دِفاعٍ وهجُوم ليكونَ قادراً على البَقاء ، حيثُ من الواضحِ أنّ الصّراعَ في هذا المكان سنّةٌ من سُننهِ التي لاتموتُ ولا تُبدَّل ! يبدو بأنَّ الأحلامَ بإنهاءِ الحرُوب وإحلالِ السّلامِ في هذا العالَم ليست سوى أوهام ، والجهودُ لتحقيقِها ليست سوى عبَث ! .

أحياناً تغدٌو الحربُ هي الوسيلةُ المتبقّيةُ لحلِّ مشاكل الشُّعوب ، لا غرابةَ في ذلك لأنّ الإنسانَ كان دائماً ولا يزال منتسِباً لفصيلةِ الحيوان .
ذهب ( هيجل ) الى اعتبارِ الحربِ مدرسةً أساسية للفلسفة وإنّها شرطٌ ضمَان الكرامةِ والاعتراف ، بما يعني إنّ الفلسفةَ كمذهبٍ وصَرح إنساني ّللعالَم ، تنتهي عند عتبَةِ الفلسفة السياسية ، والتي من قواعدِها : إنّ المقولات حتى أجملها ، والتي تحضُر في سياقٍ من المثالية ينبغي أن
تُراجَع وتُوضعَ موضعَ تعليق ، وإنّه كلما نطَقت المدافعُ كان لابدّ للأقلامِ أن تخرَس ! .

ولعلَّ الإنسانَ هو الكائنٌ الوحيدُ الذّي يحاولُ إنقاذَ نفسِه من نفسِه !
فقد اخترعَ الخرافةَ لينقذَ نفسه من الخوف، وقد لجأ إلى الفلسفةِ لينقذَ عقلهُ من الخرافة، ولجأ إلى الفنّ لينقذَ نفسه من الألَم، ولجأ إلى الصّمتِ لينقذَ نفسهُ من التّبرير ، ولجأ إلى العلم لينقذَ نفسه من الأوهام ، فيما لجأ إلى المعنى لينقذَ نفسهُ من العبثيّة ، ولجأ الى الله لينقذَ نفسهُ من الجحِيم ، وأخيراً لجأ إلى الحربِ لينقذَ نفسهُ من ملَلِ السّلم ! .

ولكن ، تبقَى الحروبُ مستمرّة لطالما بقيَ الإنسانُ راغباً في محاسبةِ الآخرين وعاجزاً عن مُحاسبةِ نفسِه ، و لا تتوقّفُ الحروبُ إلاّ عندما يصبحُ الإنسان قادراً على أن يصفحَ عن الآخرين وجريئاً في محاسبةِ نفسِه.والسّؤال المعضلةُ هو أنه كيف لهؤلاءِ السُّذّج والذين أنتجتهم تلك الثقافاتِ المُهترِئة أن يوقِفوا حروبَهم ؟ . تلك الثقافاتُ التي جعلتهم يعتقدون ومنذ زمانٍ طويل أنّ كلَّ ما يؤمنون به هو مطلقُ الصّحة ، وكلٌّ ما يفكرون به هو مطلقٌ الصحة، وكل ما يقولونه هو الحقيقةُ حتماً وإنَّ الآخرين المختلفين معهم هم مُجرّد كارِهون لهم وحاقِدون عليهم وكافِرون وضالُّون وعاجِزون عن الفهم ! .

يعتقد واحد على "وقفةٌ فلسفيةٌ / عندما تغدُو “الحربُ” وسيلةً لعلاجِ تفَاهاتِ البشَر"
  1. الأنيابُ والمخالبُ والسمٌّ والشّوك والخِداعُ والمكرُ والقوّةُ والسّرعةُ ،
    كلُّ كائنٍ وُجدَ في هذا المكان يحملُ معه وسائلَ دِفاعٍ وهجُوم ليكونَ قادراً على البَقاء ، حيثُ من الواضحِ أنّ الصّراعَ في هذا المكان سنّةٌ من سُننهِ التي لاتموتُ ولا تُبدَّل ! يبدو بأنَّ الأحلامَ بإنهاءِ الحرُوب وإحلالِ السّلامِ في هذا العالَم ليست سوى أوهام ، والجهودُ لتحقيقِها ليست سوى عبَث ! .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *