-1-
كانت أواصر الصلة بين الجيران في الأجيال السابقة أقوى مما هي عليه اليوم .
اننا اليوم نشهد الكثيرين وهم لا يعلمون مَنْ هو الجار الملاصق لهم ولا يعرفون عنه شيئا ..!!
هذا ونحن أبناء الإسلام العظيم الذي أوصى بالجار حتى ظنوا انه سيورثه.
-2-
ونحن نقرأ ما قاله « عنترة « العبسي في الجاهلية :
وأغضُ طرفي ما بَدَتْ لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
والسؤال الأن :
هل يلتزم بهذا الأدب العالي شبابُ اليوم وهم ينتسبون الى الإسلام ؟
-3 –
ومن المفيد هنا أنْ نُذَكّر بما روي عن ابن عباس (رض)حيث قال :
ثلاثة أخلاق كانت في الجاهلية مستحسنة ، والمسلمون أولى بها :
الأولى :
لو نزل ضيفٌ بجارهم لاجتهدوا في بِرِه .
الثانية :
لو كانت لواحدٍ منهم امرأة كبرت عنده لا يطلقها ويمسكها مخافَة أنْ تضيع .
الثالثة :
إذا لحق بجارهم دَيْنٌ أو اصابَتْهُ شدةٌ أو جهد اجتهدوا حتى يقضوا
دَيْنَه وأخرجوه من تلك الشدة .
تنبيه الغافلين ص 106
-4-
ومن المهم للغاية الوقوف على ما روي عن الرسول (ص) حيث قال :
« أَتدرونَ ما حقُ الجار ؟
إنْ استعان بكَ أَعَنْتَهُ ،
وإنْ استقرضَكَ أَقْرَضْتَهُ ،
وإنْ افتقر عدتَ اليه ،
وإنْ مرض عُدْتَه ،
وإنْ مات اتبعتَ جنازتَه ،
وإنْ أصابَهُ خيرٌ هنأتَه ،
وإنْ أصابَهُ مصيبةٌ عَزَيتَه ،
ولا تستعلِ عليه بالبناء فتحجب عنه الريح الاّ باذنه ،
واذا اشتريتَ فاكهةً فاهدِ له ، فان لم تفعل فأدخلها سِرَاً ،
ولا يخرج بها وَلَدُك يغيظ بها ولده ،
ولا تَؤذِه بقتار قِدْركَ إلاّ أنْ تغرف له منها «
ثم قال :
« اتدرون ما حَقٌ الجار ؟
والذي نفسي بيده لا يبلغ حَقَ الجار إلاّ مَنْ رحمَهُ الله «
راجع أتحاف السادة المتقين 6 / 308
والتأمل في هذا الحديث الشريف ينقلنا الى شدة عناية الإسلام بالجار وحرصه على رعاية مشاعره وايصال البِرِ اليه وتجنب ما يغيظه ويثيره
وأين نحن من هذا ؟