- تظل واقعية الصياد الافريقي المختص بصيد اسماك القرش واحدة من انجازات الصيد الباهرة لأنه في معايشة دقيقة مع الخطر الشديد ضمن متواليةٍ من المواظبة والاستنفار .
- لقد اكسبته مهارته شهرة عالمية وتصدرت الفيديوهات التي صورت بعض عمليات الصيد التي يتولاها مشاهدة الملايين في اطلالات تحبس الانفاس .
- الحال تتضمن عملية الصيد لديه اربعة مراحل
- الاولى ، الطرق على كرات معدنية مربوطة بزورقه لأحدث اصوات مربكة مع رمي اسماك صغيرة ميته في الماء بالقرب من زورقه لجذب القرش الى رائحة تلك الاسماك .
- المرحلة الثانية رمي شرنقة حبل كان قد اعدها سلفا مربوطة بخشبة قوية .
- المرحلة الثالثة ،البدء بمحاولة ادخال الشرنقة حول جسم القرش وعند أتمام هذه المهمة يتولى تصغير الشرنقة الى حد الشد القوي وجذب الفريسة الى محاذاة الزورق تماماً .وحينها يبدأ الضرب بمطرقة على رأس القرش حتى الاستسلام ثم يتم رفعه الى وسط زورق .
- الملاحظ ،إنه لا يتكفي بصيد سمكة واحدة في الرحلة البحرية اليومية ، بل يكون الصيد بين اربعة الى خمسة اسماك قرش وتسويقها الى المتاجر بعد ان يتم تقطيعها
- العبرة من هذه الالية التي يعتمدها ذلك الصياد ،أن جهده يتحرك برمزية واضحة من الصبر والملازمة وعدم التهاون والحسم في اللحظة ، وعدم تفويت الفرصة مهما كانت المشقة ، بمعنى مضاف ،إنها مهمة بنيوية بأمتياز تصلح آلياتها لأصطياد اسماك القرش البشرية التي تمتهن الفساد .
- إن تطبيقات صيادي اسماك القرش تصلح بالتمام والكمال للمنهج الحكومي لإصطياد الفاسدين ،وتصلح ايضا لأصطياد منحرفين اخرين يتسببون بأضرارٍ أقتصاديةٍ وأجتماعيةٍ
- بتوضيح آخر ، مهمة إصطياد الفا سدين شأنها شأن اصطياد اسماك القرش تتطلب أربع قواعد عمل لا يجوز التفريط بأحدها ،
1تطبيق مهني على درجة من الاتقان لكسب المواقف وتلك من المستلزمات الاساسية لأية حكومة صاحبة إرادة لاتلين من اجل تطهير المجتمع من وباء الفساد
2 الحزم الشديد والضرب على الرؤوس إلى ان يتم استسلامها وسوقها الىى القضاء ليتم البت بمصائرها مع الفحص الدوري خشية تحريف أصول هذه القضايا .
3 الانتظام في انجاز المهمة وليس التعاطي معها بالتفاطن الموسمي مهما كان ذلك وجيهاً تحت ضغط بعض الحسابات الجانبية على غرار ما حصل في سرقة القرن من الاموال الضريبية
- لقد خسرت الحكومة موقفاٌ على امل استرجاع كل الاموال المسروقة من خلال نظام الكفالة لأعطاء مهلة محددة للصوص وفق الافراج المشروط بهدف استعادة تلك الأموال لخزينة الدولة .
- لا مجال للتعاطي بالنية الحسنة هنا ، العقوبة لا تتوافق مع الدلال والمسامحات بالوعود ، الصيادون الماهرون يترفعون عن الدردشة مع الفرائس واذا كان الافريقي صياد سمكة القرش قد استثمر الوقت وفق منظومةٍ زمنيةٍ خاليةٍ من أية ضياعات ، تستقيم الإجراءات الحكومية اذا أُخذت بذات السياق ، وعندها فحسب تربح شهرة ذلك الصياد الافريقي صاحب الدرس البليغ .…..