إذا كانت هيئة النزاهة جادة في محاربة الفساد وتقديم الفاسدين الى القضاء واسترداد أموال العراق المنهوبة منهم وإذا كانت الحكومة ولجنتها لمكافحة الفساد تريد النجاح في هذه المهمة الصعبة فعليهم ان يبدءوا من قمة هرم الفساد حيث حيتان الفساد ورؤوسه الكبيرة التي يعرفها رئيس هيئة النزاهة ويعرفها رئيس الحكومة السوداني ويعرفها غالبية الشعب العراقي جيدا وإذا لم يعرفوها فليبدؤوا من العراق ويذهبوا الى الجادرية والمسبح والكرادة والمنصور واليرموك الكاظمية ويدققوا في عائدية أملاك الدور والعمارات في هذه المناطق لمن كانت قبل الاحتلال الأمريكي للعراق ولمن أصبحت ومن يملكها اليوم ومن سيطر على القصور الرئاسية في بغداد وصلاح الدين والبصرة ونينوى وغيرها من المحافظات وسجلها باسمه واسم عائلته بعد أن كانت مسجلة باسم ديوان رئاسة الجمهورية العائد للدولة ومن سيطر على أملاك أركان النظام السابق من دور ومزارع وعمارات وبساتين في نينوى وصلاح الدين وبغداد في الطارمية والتاجي والدورة البوعيثة وفي بابل والبصرة وغيرها وسجلها باسمه وأسماء أفراد عائلته ومن سيطر على الأراضي المميزة والأملاك العائدة للدولة في كربلاء والنجف الكاظمية وجعلها أملاكا خاصة له ولعائلته ومقربيه, أما خارج العراق فالأبراج والعمارات والشقق في دبي وباقي الإمارات العربية المتحدة وبيروت ودمشق وقم وطهران واليونان ولندن ونيويورك ومدن أوربية وأمريكية لاتينية عديدة تشهد على كبار الفاسدين وحيتان الفساد وما مصير مزارع الشاي والرز في فيتنام وتايلند والهند ومن استولى عليها ؟هذا فيما يخص الأملاك والعقارات أما الأرصدة المالية فبنوك بيروت وطهران وقم وسويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول أمريكا اللاتينية للسياسيين العراقيين وقادة الأحزاب والكتل والفصائل المسلحة يعرفها القاصي الداني , ثم ومن سرق مليارات الدولارات من أموال العراق طيلة العشرين سنة الماضية وهربها للخارج ليودعها في بنوك الدول الأجنبية والعربية ليودعوها بأسمائهم و أسماء عوائلهم.
تهريب النفط
ومن تقاسم أموال الموازنات وأموال الأعمار وأموال إعادة بناء المنظومة الكهربائية وأموال البطاقة التموينية وأموال صفقات الأسلحة والآليات والعجلات طيلة العشرين عاما الماضية ؟ ومن هرب نفط العراق ومن سلمه الى الشركات الأمريكية والغربية تحت مسمى جداول الترخيص السيئة الصيت التي رهنت نفط العراق للشركات الاحتكارية لعشرين سنة قادمة ومن لازال يهرب نفط العراق كل يوم؟ وماذا عن الفساد الكبير والواضح في مزاد بيع العملة ولماذا لم تفتح هيئة النزاهة لحد الآن أية تحقيقات فيه ؟ وماذا عن الفساد الكبير في الموانئ والكمارك ومن يتقاسم أموالها ؟ وماذا عن سرقة القرن ولماذا أطلق سراح المتهمين فيها وكم سرقة قرن مثلها مخفية ؟ ان الذي فعل هذا هم حيتان الفساد الكبيرة من قادة الأحزاب والكتل الكبرى التي هيمنت على العملية السياسية في البلاد فهل تستطيع هيئة النزاهة تقديم هؤلاء السراق والفاسدين الكبار الى القضاء وإعادة أموال وأملاك العراق منهم ؟ أم سنبقى نسمع تم القبض عل موظف في بلدية الشطرة وموظف في الوقف السني وموظفة في دائرة ضريبة إحدى المحافظات ومدير استثمار ذي قار السابق ووزير سابق خارج العراق ومحافظ سابق وسارق خارج العراق وسياسي كبير يسكن خارج العراق وكل هؤلاء ويحملون جنسيات أجنبية أو تصدر أحكام غيابية أو أحكام مخففة وغرامات مضحكة بمئات الدنانير وهم قد سرقوا مليارات الدنانير وملايين الدولارات ودون استرداد الأموال المنهوبة منهم فهذا ليس مكافحة الفساد إنما ذر الرماد في العيون وضحك على الشعب وإقناع السذج من أبناء شعبنا ان الحكومة وهيئة النزاهة تعملان على محاربة الفساد بشكل جدي , فمن يريد ان يحارب الفساد بشكل جدي ويقدم الفاسدين وسراق أموال الشعب وناهبي ثرواته الى القضاء عليه ان يبدأ من قمة هرم الفساد أي حيتانه ورؤوسه الكبيرة وعوائلهم حواشيهم لا من قاعدة هرم الفساد وهم صغار الموظفين والمسؤولين ففساد وسرقات صغار الفاسدين لا تعادل واحد بالمليون من سرقات حيتان الفساد ورؤوسه الكبيرة .