الكاتب كريم عبد
لا علاقة للعلمانية بالالحاد اساساً
إنما النظام العلماني يعفو المؤسسات الدينية من مسؤولية إدارة الدولة، لماذا ؟!
لأن ادارة شؤون الدولة ليست من اختصاص المعممين .. ولأن السياسيين من رجال الدولة تُفترض فبهم الكفاءة والخبرة الادارية إلى جانب المعرفة الحقوقية والسياسية، لذلك يتحملون مسؤولية إدارة الدوائر والمؤسسات الحكومية ويموتون تحت رقابة الإعلام والرأي العام ناهيك عن دوائر الرقابة داخل الدولة نفسها.
ان هدف الدولة العلمانية في ظل النظام الديمقراطي هو تنظيم الحياة الاجتماعية بطريقة يكون معها تحقيق العدالة ممكناً، وذلك من خلال جعل سلطة القانون نافذةً على الحاكم والمحكوم. فأولويات الدولة العلمانية : تنفيذ خطط التنمية المستدامة على مختلف الصعد الاقتصادية ووضع حلول دائمة متجددة لأزمة السكن حيث يصبح سوق العمل قادراً على استيعاب جميع الطلبات التي تتجدد مع كل جيل من خريجي الجامعات والمعاهد ..
لا تُكرّرَ الخطأ الشائع عند الجهلة بالقول : العلمانیة مشتقة من العلم !!! لأن مصطلح العلمانية Scularism ومفهومها ذو طابع سياسي – حقوقي يتعلق بإدارة الدولة وهو یختلف عن مصطلح العلمية scientific او Scientism الذي يخص الدراسات العلمية.
لا علاقة للدولة العلمانية بالالحاد، فلا توجد دولة علمانية واحدة في هذا العالم لديها تبشير مضاد لاي دين، كما أن رجال الدول فيها قد يكونون متدينين او غير متدينين فالأمر هنا يتعلق بحريتهم الشخصية إسوّة ببقية المواطنين.
ومن أولى مهمام الدولة العلمانية حماية حقوق الإنسان وفي مقدمتها حرية المعتقد لذلك فإن المؤسسات الدينية والتقاليد والشعائر والطقوس الدينية تحظى بالحماية والرعاية في ظل الدول العلمانية الديمقراطية، أي الدولة التي تسود فيها سلطة القانون واستقلال القضاء.
وهذه الحقائق هي عكس ما يروّج له معممو السياسة عندنا، الذين تاجروا بالدين وكذبوا على المواطنين، وعبر أكاذيبهم هذه ركبوا دابة الباطل واستولوا على الدولة العراقية فنهبوها نهباً لم يسبقهم اليه انسان أو شيطان، وتفرغوا أكثر لأتباعهم أبناء طوائفهم فسرقوا حقوقهم وجلدوا عقولهم بالدجل والأكاذيب ومنها اكذوبة ( ان الدولة العلمانية تدعو للالحاد) !!!
فلكي يستمروا في استعباد الناس لا بد لهم من تشويه سمعة العلمانية، يحدث هذا ضمن ثقافة تشويه الحقائق التي يتبناها معممو السوء هؤلاء !!!