تمثل مجموعة نصوص “دموع كثيرة لعيد واحد” للشاعر والكاتب اليمني ﻣﻌﺎﺫ حميد ﺍﻟﺴﻤﻌﻲ مرحلة متقدمة من اشتغاله الشعري، وتشتغل النصوص بوضوح وخصوصية تعبيرية طافحة، لم يلامسها شعراء جيله، ما يمنح نصوصه التفرد ونكهة المغايرة. وتعكس نصوص معاذ السمعي نموذجاً فريداً من خلال ارتباطها بالواقع وبناء علاقتها بالأحداث والمستجدات الحياتية، وتمارس كشفها للواقع وعلى كافة السياقات السياسية والثقافية والاجتماعية. وتتميز نصوص السمعي بمظهرها اللفظي الثري المنُتقى بعناية، فكل مفردة تمثل دلالة، وتأخذ سياقها من داخل النص إلى خارجه، إضافة إلى المظهر الرمزي في النصوص الذي يشير دائماً، إلى حدث ما في الواقع.

تجربة الكتابة

معاذ السمعي “الآدمي المنسي في جغرافية النص، من يمارس طقوس الكتابة بجهد، ثم يتعثر، ولا يستسلم، لكنه ينطلق ثم يسقط ومن جديد يطير”(1)، الشاعر المختلف الذي وجد نفسه في رحلة الكتابة “نتاج تلك العلاقة الغامضة بين الشاعر والإنسان..”. (2) ولعشقه الطافح للعبة الكتابة يعرف السمعي أن الإنسان “لن يكون عاشقاً حقيقياً إلا حينما ترشح أنامله بالقصائد وتخرج الأغاني من فمه ملونة كالعصافير…”، (3) وعن بداية شغف الرحلة وعشق الكتابة يعترف السمعي: “لا أدري تحديداً لكني ألفيت بعضي هناك، اذوي على ضفاف الحرف، اهش سوداوية المساء بخيباتي وأوكز السماء بأحلامي المنكسرة…”. (4) وعن قناعته بما يكتب لا يتردد السمعي بالقول، “لم أكن ذلك الشاعر الذي أصبو إليه يوماً، لازلت أبحث عن طريق.. وأشذب الكثير من القصائد المعرشة على الرصيف”. (5)
من وجهة نظر السمعي، وفيما يخص قصيدة النثر: “النثرية النصية هي آخر ما يمكن أن يرتقي إليه الشاعر.. بمعنى أنها سدرة المنتهى وحلقة الخاتمة والحصيلة النهائية لملكوت الكتابة الشعرية”. (6) وعن رأيه باشكال الشعرية الاخرى يرى السمعي أنها “بمثابة دروس أولية وحصص تنموية مكثفة من شأنها أن تؤهل الشاعر لحتراف قصيدة النثر”. (7)

ينتمي معاذ حميد السمعي إلى جيل الشعراء الشباب في اليمن، الجيل الذي أتحف المشهد الشعري وساهم بالدفع بالعملية الشعرية إلى الأمام عبر كتابة قصيدة النثر. ويكتب السمعي النصوص النثرية الطويلة والمتوسطة، ويغلب على نصوصه المزج بين النثر ولغة السرد الحكائي، فيما تتنوع ثيمات هذه النصوص بين الأسى والحزن، والذكرى، والشتات والفرح أحياناً. “دموع كثيرة لعيد واحد” هو العنوان الذي حملته المجموعة الشعرية الثانية للسمعي الصادرة عن دار أروقة للترجمة والنشر في القاهرة (2023)، وتضم المجموعة 41 نصاً، جاءت في 125 صفحة من القطع المتوسط، وتوزعت بين الطويل والمتوسط.
عنوان المجموعة الشعرية هو العتبة الاولى للولوج إلى قلب نصوص السمعي، نحن إزاء: (دموع كثيرة+ لعيد واحد)، العنوان الذي حمل الكثير من التكثيف الصوري والدلالي الذي لا يختلف عن عناوين نصوص المجموعة. ويُفضل السمعي كتابة العناوين القصيرة لنصوصه، وهي عناوين تتألف في الغالب من المفردة الواحدة المعبرة: (أبي، شعراء، مومياء، تشظ، خيال، رتق، ثقوب، دعوة، بطالة، نكبة، نزوح، عدم، ديستوبيا، شباط، 1 يوليو، انعكاس)، هذه العناوين ذات المفردة الواحدة تحمل رمزية وإشارات ودلالات متعددة.

الواقع.. سياقات مختلفة

ترتبط النصوص الادبية بالوقائع الاجتماعية، والسياسية والثقافية، سواء من وجهة النظر المبثوثة داخل النص، أو خارجه، ويُقدم الواقع فى النص انطلاقاً من وجهة نظر من يتكلم أو يكتب من خلال الملفوظات والكلمات، أو من خلال علاقة النص بأحداث اجتماعية وتاريخية معينة. وتُثير قراءة النصوص في سياقات مختلفة قضايا متعددة تتعلق بمفاهيم القراءة وأنماطها، فالنصوص الأدبية لا تخضع لقراءات أحادية، بل قراءات متعددة ومفتوحة، وهو ما جعل النقاد يعيدون قراءة طبيعة العلاقة القائمة بين النص والقارئ، في محاولة للتعرف على الانماط المختلفة للقراءة وتطبيقها على النص الأدبي، فمع كل قراءة جديدة وسياق جديد ومختلف تتولد دلالات جديدة لهذا النص. وعلى عكس وجهة النظر البنيوية القائلة بأن النصوص وحدات مغلقة ومكتفية بذاتها، فإن نظرية القراءة ترى النصوص الأدبية على أنها فعل متعدد الأوجه، يخضع لشبكة من العلاقات ويتم تحقيقه في عملية الاستقبال والتواصل، حتى لو نشأ هذا الاتصال من جوهر اللغة ومعاييرها الخاصة، وليس من خارج النص.
ولأن النصوص معقدة ومتنوعة على مستوى التكوين، فإن فعل القراءة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسياقاتها ورمزيتها الخارجية. وتعتبر النصوص الادبية بالضرورة متعددة ومعقدة، نظراً، لشمولها من حيث التركيب والمعنى. وتستند قراءة النص إلى رؤية نقدية تساعد على صياغة قواعد إنتاجه، عبر قراءة متعددة، يمكنها الكشف عن دلالة النص من زوايا مختلفة. ويتم تحديد القراءات المتعددة للنص من خلال طبيعة النص حيث تتقاطع أنظمة وقائعية متعددة في بنية النص، بما في ذلك واقع البيانات اللغوية والتنظيمية والعاطفية والفكرية، والتأثير الذي يسعى النص إلى إحداثه في القارئ، والقوة داخل علاقات النص، وعلاقات التأثير بين القارئ والنص، والبيانات الاجتماعية والتاريخية. مثل هذه القراءة النقدية لا تقتل شغف القراءة، بل على العكس من ذلك، فهي تشحذ فعل القراءة وتجعلها أكثر فاعلية في إعادتها لإنتاج النص.
تنتمي وجهة النظر هذه للقراءة إلى اتجاه ما بعد البنيوية، أي التفكيك، القائم على مبادئ التعددية والانفتاح. وقد استفاد هذا التصور أيضاً من نظريات القراءة الجمالية التي تؤكد على أهمية دور القارئ في توليد عملية القراءة. وعلى ذلك ترى نظرية القراءة أن فعل القراءة يقوم على التعددية التي لا تعني تأكيد المعنى الحقيقي أو المعنى الأحادي، بل تجسيد القراءة الأفضل، حيث لا توجد قراءة شاملة، بل قراءة أفضل. ويتم “عرض الواقع في النصوص الادبية من وجهة نظر الشخص الذي يتحدث أو يكتبه. وتكمن أهمية هذه السياقات في أنها تكشف عن الجوانب الواقعية والرمزية للنص. وإذا كان النص يشير دائماً إلى الواقع، فإنه فقط يقدم صورة للواقع الذي يتوسط فيه، بمعنى أن النص عبارة عن مجموعة من الوسائط، وبسبب تأثير هذه الوسائط فإن السياقات المختلفة لقراءة النص تظل صورة فقط من الواقع”. (8)
إن مفهوم الواقع في النص ”مساوٍ لمفهوم النص والقراءة. ولأن إدراكنا للواقع مفتوح وبسياقات متعددة، فأن ذلك يعني تعددية وتعقيد مفهوم الواقع داخل النصوص، مع وجوب مراعاة السياقات المختلفة أثناء التحليل”. (9)

دموع كثيرة لعيد واحد

تعكس نصوص السمعي نموذجاً فريداً من خلال قربها من الواقع وبناء علاقتها بالأحداث والمستجدات الحياتية، وتمارس كشفها للواقع وعلى كافة السياقات السياسية والثقافية والاجتماعية. في نص (دموع كثيرة لعيد واحد ص 161) الذي حمل عنوان المجموعة، وجاء بلغة نثرية مفتوحة امتزج فيها النثر بأسلوب السرد الحكائي المؤثر:
أنفاق ملتوية..
بين تسابيح الملبيين
وأعناق الأضاحي،
سكاكينٌ متعبة..

الحناجر الطويلة تُرهق النص.

من تحت وسادة الصيف تخرج يرقات ملونة.
إلى أن تطير..يختنق أيلول
بطوابير النمل
وتبدأ جدلية الفتوى..
تفقد لمعتها
وتسقط..
•الفراشات… كفتات خبزٍ محنّط..

فوق أقدامنا أفق رمليّ..
تتشاركه
الحوّامات
والقذائف.
وبنات آوى.
وحدها .. تفرك أقدامها بحرقة،
تضع بيوضها في مراكز تحديد النّسل،
•العصافير.. وتركض عارية…

تحت أعناقنا درب واضح .
نركض عليه برؤوسنا.
•السّماء.. أيضا طريقٌ إسفلتي أزرق..

تشهق… بحنكة وهي تجفّف لعاب المسافات..
وتغوص وحيدةً في الرّمل..
الجداول الطّويلة..•لقد جفّ النّبع..

لمدخل العمارة
نوايا سيّئة.
دائما تداهمني، تسلق الفرح.
دائما أحاول..
ودائما أسقط في الدّرجة الثانية..
•من سلّم الأضحى..

كصعق كهربائيّ،
دائما..تلتقفني،
وتفلت أطفالها في رأسي..
•يدٌ من خلف بوّابة الموت..

في رأسي
أحلام كثيرة…
مشغل فخم.
ملامح تعدو كوبرٕ مُغْرٍ.
أرواح تنساب كقماشٍ صارخٍ.
وأطفال عرايا.

لأنه دائما يسقط للأعلى
لم تكن روحه كنزة مناسبة
لمخلوق من العدم..
يجترّها بعينين حقودتين
وجسدٍ متهالك..
لقد استغرق الأمر ما يكفي..
ما يكفي ليعود الصّدى..
الأسمر المتساقط في ملامحنا.
•أبي.. إنّه يّشع الآن..

بالكاد لنا..
أن نرهق الحبر، في رسم ابتسامةٍ كاذبة،
أن نخذل النّصّ، في كتابة أشياءٍ لا تعنينا..!
غالبا ما ننسى.
وغالبا ما نستهلك أناملنا كذاكرةٍ مؤقّتة،
•شعراء.. وعليها…ألا تنسى..
أن تتذكّر..
أن ترسل لك واحدة من مواجعي المغلَّفةِ
بالحنين وأوراق الهدايا.
أن تخبركِ كالعادة..
أنّكِ أجمل أعيادي وأنّي سعيد جدّا بحضورك.
•أصابعي. عليها
أن تكذب..

من يسحق مناسبة كـ تلك.
ولا يربطها بحبل من خياله.!
لا أدري إن كان له خيال.!
ما أعرفه..
أنّ الحبل يتمدّد بكثافة..
كلّما توهّم،
•المجنون..؟
أنه أهدى شيئا لنفسه في السّماء
وراح يحلّق كطائرةٍ ورقيّة..!

يبدو الأمر طبيعيّا…!
لا شيء يدعو للقلق،
تجاوزنا
قيامة العيد
وعدنا،
كسالف العهد..
نتساقط في حفر الموتى..!!

•كيف حالكِ الآن ..؟! (10)

العيد مناسبة دينية وثقافية واجتماعية مقدسة لها طقوسها وتقاليدها الخاصة، وهي فرحة تغمر الجميع، لكن حين تتحول إلى: انفاق ملتوية../ بين تسابيح الملبيين/ وأعناق الأضاحي../ سكاكين متعبة../ الحناجر الطويلة .. فهي تستدعي الوقوف لمعرفة ما الذي أخل بقداسة هذه المناسبة، ولعل ربط (اعناق الاضاحي + سكاكين متعبة)، هي أقسى ما تضمره الحكاية وتنبأ عنه خلال مسار النص. السمعي شاعر واسع يعرف كيف يصنع التأثير البالغ في قلب القارئ من خلال الدقة والبراعة في اختيار الالفاظ، وتوجيه سلطة النص لتأخذ تأثيرها.
(في رأسي أحلام كثيرة/ مشغل فحم/ ملامح تبدو لوبر مغرٍ/ ارواح تنساب/ وأطفال عرايا)
إذا كان مفهوم الواقع وتتبع النص قد جعلنا ندرك الكيفية التي يدير بها الشاعر تأثيره على القارئ، فإن المنظور النفسي يكشف السياق العاطفي، والجمالي، والثقافي ايضاً للنص، كما يُظهر بوضوح العلاقة الجامعة بين السياق والقارئ.
(احلام+ مشغل فحم+ وبرٍ مغر+ ارواح تنساب+ اطفال عرايا)
كل هذه المفردات في سياقها العاطفي والجمالي تؤسس لعلاقات مشتركة وجامعة بين السياق والقارئ. (الاحلام المخزونة في الرأس)، تكشف عن الذاكرة السردية داخل النص. إن “الوبر المغر” هو كل ما يتمناه الاطفال العرايا في العيد”. هكذا إذن ومن خلال قدرة الشاعر على التحكم بالمنظور النفسي للقارئ، يستطيع عبر سياق عاطفي وجمالي تحويل الخيال اللاواعي إلى دلالة واعية محضة.

في نص “1 يوليو” ص 151:
حين أراد الله أن يخلقنا
أمر الملائكة بالتحرش
بحبال الكمنجات فكنا
الثامنة في ليل الحرب
والحب لا يزال متقداً
يضاحك تحت الانقاض
نشوة المدينة ويستحم بالبكاء
ربما يدله اثر الدمع على باب جديد

نحن الذين خدرتهم الحرب
اسقطتهم في اللاحواس

دعني اغني مبتهجاً
لا تقف على مطارق قلبي
قافية الضربات
تنح عن أوتاري الواهنة
دع وجعي المنساب يجعلني
أكثر لمعانا.. (11)
من الواضح، أن هذا التقويم، “1 يوليو”، مُهم، وحدث وذكرى لها أهميتها في ذاكرة الشاعر، رغم مرارة التجربة، والمشهد التراجيدي الذي حمله النص.
(حين اراد الله أن يخلفنا/ أمر الملائكة بالتحرش/ بحبال الكمنجات /فكنا الثامنة في ليل الحرب/ والحب لا يزال متقداً / يضاحك تحت الانقاض)
يربط الشاعر نصه بالإحداث في سياق قراءة الواقع، فهناك: حرب وأنقاض، وحب متقد، وبكاء ودموع. وتبدو الحرب هي الموضوع الابرز لذكرى “1 يوليو” يوم ولادة الشاعر.
(نحن الذين خدرتهم الحرب/ اسقطتهم في اللا حواس..) إن بيئة الشاعر تُسهم في كتابة النص، وتعكس صورتها داخل النصوص، ولأن الواقع لا يكاد يهدأ أو يستريح فيما يشبه السكون، لذا تلقي بتأثيرها على الحواس.

بعيداً عن الواقع، يمكن قراءة بنية النصوص من منظور عناصرها الاساسية التي شكلت هذا البناء. ولا يمكن للقارئ فهم معنى النص، إلا بادراك كيفية اشتغال هذة المظاهر أو الاجزاء، التى تشكل -داخل النص- بنية جوهرية واحدة ومتداخلة من خلالها يتم قراءة وإدراك المعنى الكلي للنص.

إن المعنى الذي ينتجه النص لا يظهر إلى الوجود إلا بفعل القراءة التي تستنطق النصوص وتكشف خباياها العميقة، لتصل الى المعنى الحقيقي الذي يقصده الكاتب ويتعمد اخفاءه في أغلب الاحيان، وهذا يتحول إلى فعل القراءة، ولعبة للتخفي بين الكاتب والقارئ.
تتميز نصوص معاذ السمعي بمظهرها اللفظي الثري المنُتقى بعناية، فكل مفردة تمثل دلالة، وتأخذ سياقها من الداخل إلى الخارج. كما أن المظهر الرمزي في النصوص يشير إلى حدث ما في الواقع، ويضفي شكلاً من أشكال التعبير، ففي قراءة نصوص “دموع كثيرة لعيد واحد”، تتعدد قراءة هذه النصوص في سياقات مختلفة، من خلالها يعبر المجتمع عن همومه، ومواقفة وسلوكياته وقيمه. وتعكس نصوص السمعي نموذجاً فريداً في قربها من الواقع وبناء علاقتها بالأحداث والمستجدات الحياتية، وتمارس كشفها للواقع وعلى كافة المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية.

هوامش
——-
1. انظر مقابلة مع حميد معاذ السمعي، منصة كيانات الادبية فبراير 2022
2. المصدر نفسه
3. المصدر نفسه
4. المصدر نفسه
5. المصدر نفسه
6. المصدر نفسه
7. المصدر نفسه
8. كيفية القراءة، إم. بي. سميت، الطبعة الرابعة، باريس، 1982
9. المصدر نفسه
10. معاذ السمعي، دموع كثيرة لعيد واحد، مؤسسة اروقة للدراسات والترجمة والنشر، 2023، ص 161
11. معاذ السمعي، دموع كثيرة لعيد واحد، مؤسسة اروقة للدراسات والترجمة والنشر، 2023، ص 151

معاذ السمعي (سيرة ذاتية)
————
• معاذ حميد أحمد محمد السمعي
– من مواليد محافظة تعز 1986
• طالب لدى كلية الأدب قسم علم النفس..2021
• له مجموعة شعرية بعنوان (حب وحرب ) مؤسسة همسة المصرية.
• مجموعة شعرية بعنوان (دموع كثيرة لعيد واحد)دار أورقة للترجمة والنشر القاهرة.
أعمال أخرى تحت الطبع.
• شارك في الكثير من الفعاليات الثقافية والأدبية المحلية والدولية.
• عضو في اتحاد الأدباء العربي المستقل بغداد/ عضو الصالون الأدبي تعز / عضو منتدى الباهيصمي عدن.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *