لماذا الهلع
كل هذه المناديل البيضاء
لماذا صوري بين يديك
مسودات المواعيد المؤجلة
تعلقها في مدخل البيت
بلا طائل
المرآة تشي برقصتك العرجاء
و أنت تحتفل بسنوية التعارف
أنا لم أر شيئا
الكؤوس
لا شيئ يدل على أنها
كانت قبل قليل تعج بالأفكار
هي فارغة منذ زمن
لا يعيب من استوفى التجريب في الكل
أن تلهو أصابعه مع الفراغ
أنت لا ترى شيئا
أسئلة
و عصافير جمة تتبادل الرؤوس
لماذا تتسكع وحيدا في مدينة الألعاب
تعد صلصلة التفاح لشخصين فأكثر
تقدمها في طبق الضيافة
و جرس الباب يدق في رأسك فحسب
كما أنك لم تفتح و لا نافذة
لمجرد التهوئة
دع الفراشات و شأنها
لا تفكر معها :
أي الطرق قد تقطع
و أي البيوت ستخطرها بزائر غير متوقع
مثل الكؤوس تتلذذ شربها منذ زمن
وهي فارغة
على حالها أصابعك تلهو مع الفراغ
مثل العصافير
و أسئلة بلا فائدة تتجاذب الرؤوس
….لماذا أوكلت كي قميصي لدميتك
تلك التي لا كلام
ولا سلام بيني و بينها
المرآة نفسها تشي بما لا أرى
هي الدمية التي لا نحب بعضنا البعض
بدلا عنك تسرف في اعداد القهوة
التي أحب
تقف مرارا عند المقطع الذي يقولني فيك مليا من رائعة
“قلبي سعيد”
تأخذ أصابعها مكان أصابعك في اللهو مع الفراغ
و لا تشرب الكؤوس مثلك
بل تقرأ طالعها وهي فارغة :
ثمة بيننا من سيجرب الموت
و … يعود مستفهما :
كيف لم تقلع عن شقشقة علب الكرتون
هي فارغة منذ الأزل
هوسك بما لا يسترد
يريك إياها مكتظة بمن رحلوا …
و من لم يرحلوا بعد
لا يأتون في سبيل شقشقة