لست من الذين يجيدون التحليل السياسي ولا أفقه كيف تتم لعبة السياسة والدول، لكن الذي أعرف شيئا منه هو كيف تستخدم الثقافة والموسيقى والأدب سلباً في الصراعات مع الأسف .
أطلعت على سبب تسمية (فاغنر ).. الفرقة المحاربة الروسية المتمردة في أوكرانيا.
ويقال أنه جاء نتيجة انسجام أعضاء المجموعة والتنسيق العالي والرفيع فيما بينهم وعملهم المشابه أدائه لعزف الموسيقيين في الأوكسترا.
ولا أعلم !! عن موسيقىٰ تحديداً يتحدثون .
كانت موسيقى المؤلف الألماني ريتشرد فاغنر ذات أثر كبير في هوس هتلر للحرب حيث كانت تغذي افكاره وتصوراته لجنون العظمة أضف اليه فكرة الإنسان الخارق التي تحدث عنها الفيلسوف الألماني فريدريش نيتشة في كتابه هكذا تكلم زرادشت، والتي حث فيه البشر على التعرف لنقاط ضعفهم وان يعترفوا بها ويتخلصوا منها.. والتي ظلت هذه الفكرة تغذي التيارات الفكرية الوجودية ومصدر مهم في استلهام النازيين سياساتهم .
نعود الى موسيقى فاغنر .
كانت أوبرا الفالكيري.. قد اكتسبت سمعة سيئة في وقت الحرب العالمية الثانية وخاصة على الجبهة السوفيتية حيث كانت تبث عبر مكبرات الصوت في ميدان القتال لشحذ همم الجنود وكانت تمنح فعلاً هذا الشعور.
و على الجانب الأخر من الجبهة كان للروس في هذه الموسيقى رأي اخر حيث كانت تصور لهم يوم دموي لن ينتهي إلا بنفاذ آخر رجل مهاجم ومدافع.
مع كل هذا الإرث من الأسى والعذابات البشرية .. يبعث أسم الموسيقى فاغنر .. لكن في هذه المرة من يتبناه هم أنفسهم كارهيه في السابق .
ولا أعلم لما لم يتخذ أسم موسيقي روسي واطلاقه على هذه الفرقة المحاربة،على الرغم من ان الروس لديهم النصف الكبير من تاريخ الموسيقيين السمفوني العالمي وهو حكر لهم فقط، وكان يمكن تسميتها على اسم الموسيقي ألكسندر سكريابين، أو سيزار كوي أو حتى ريمسكي كورساكوف، حتى تتمتع ربما!!! بروح وطنية.
ومن أشهر القصص الخيالية ومن الفلكلور الألماني، والممثلة لهذا الحال وبصدفة غريبة ، فرقة (عازفو بريمن، التي تحكي قصة أربعة حيوانات منبوذة حاول مالكوها التخلص منها .
التقت هذه الحيوانات في الطريق الى مدينة بيرمن وقررت تشكيل فرقة موسيقية، لكنها لم تصل ووجدت المجموعة كوخاً تسكنه عصابة لصوص فقاموا بإخافتها وطردها واستحوذوا عليه وعاشوا فيه بقية حياتهم وتخلوا عن فكرة الذهاب الى مدينة بريمن.