أشجار حياتي التي كَبُرت
مر بغاباتها
الأهل والأصدقاء والطيور
والذكريات ..

فمنهم من أحرقها ..
ومنهم من جلس في ظلّها
ومنهم من تجاهلها مارا بسيارته الحمراء
السريعة قربها
ومنهم من احتلها بأعشاشه ..

وحدك أنت
من احتفظ
بما تكسر من جذوعها وأغصانها
سرا في قلبه ..
مثل حطاب وحيد .. في غابة ..

لتشيري اليها ..
بينك وبين نفسك
قائلة بفخر :
انا
من تغزل بها
هذا الرجل ..
وأهدر في سبيل ذلك غابة حياته …

….
آلاف الأشجار
حفرتُ اسمك على جذعها ..
واحتفظتِ أنت بها من دونِ فائدة ..

لانك كنت تخشين عليها من الاحتراق
لذلك مرت حياتك كلها هكذا باردة جدا

وسريعة جدا مثل تلك السيارة الحمــقاء
وكان الاحتفاظ بعلبة ثقاب واحدة ..
في مطبخك يقلقك جدا ..

***
الآن بعد سنوات
كلانا نادم ..
أنا لأنني جرحت خاصرة آلاف الاشجار
من أجل حروف اسمك الخشنة ..

وأنت لأنك ..ستموتين ..
ولم تتقني اضرام النيران في قلبك
ولو مرة …

ولو بعود ثقاب واحد
مثل اي امرأة
تقوم بإعداد الطعام ..لرجل تحبه ..
وأكثر ما تعشقه في مطبخها
علبة الثقاب ..

***********

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *