قبل 1445 سنة، هاجر الرسول الكريم محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ومعه النخبة الفاضلة، الذين أمنوا معه، من أصحابه الميامين الصادقين فعلاً قولاً وعملاً، من مكة المكرمة التي تعبد قبائلها الأوثان والرذيلة.. إلى المدينة المنورة، وذلك من أجل ترسيخ مبدأ وعقيدة الحفاظ على الإنسانية لكل الزمان والأماكن في هذا الكون الشاسع.. والتي أصبحت من أهم المدن الإسلامية والسياسة والثقافة الإنسانية قاطبة.نعم لقد سار، عليه الصلاة والسلام، وفق إرادة وعناية الله سبحانه وتعالى، ولكنه علمنا بصفته (إنساناً) أولاً على العقيدة الإسلامية المتينة في التسامح والحب والتعاون.. والثبات على المواقف الصعبة التي واجهته فيما بعد.. وخرج منها منتصراً قوياً شامخاً على كل ملذات الدنيا وطمعها.
وهكذا بدأ، نبينا الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام، وهكذا تغلب على كل المصاعب المتعمدة والمفتعلة، من أقرب الناس له، التي كانت بمثابة حجر عثرة في إيصال رسالته السماوية السمحاء، ولكنه لم يتخل عن عقيدته التي كانت مصدراً لقوته وإيمانه.. وإنطلاقته فيما بعد.. مثلما كان عفواً ومسامحاً وكريماً مع الكل عندما عاد من هجرته الشريفة.هاجر الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وأصحابه، بصدق قلوبهم النقية وألسنتهم الرطبة بذكر الله وعقولهم الناضجة وعقيدتهم الفاضلة، خالية من أردان الدنيا الزائلة، ليكونوا قدوة للعالم أجمع.
وها نحن نحصد الثمار الطيبة لتلك الهجرة المباركة كمسلمين، وليمتد ظلالها على جميع الناس الأخرين في هذا الكون الكبير.