لا يمكن ان ينشأ جيل بوعي متكامل ما لم يورث حكايات وتجارب الاجيال التي سبقته من الاباء او الامهات او الاجداد وهذه تمثل شريط حياة كاملة للانسان بحلوها ومرها وما ان يحكي الاب لابنه عن قصص ذات حكمة فانه يرسم طريق الى ابنه في اجتياز العبقات وتكون له مخيلة سباقة عن اي مشكلة يواجهها ويعرف كيف يتصرف ويضع لها حلول.
ذاكرة الاجيال اليوم فارغة وتعاني من ضياع واندثار فبسبب الانفتاح غير المسؤول على مواقع التواصل الاجتماعي انشغل الكثير من الاباء بتصفح المواقع دون مراعاة اهمية نقل تجاربهم التي تعد كمحاضرة توعية وتثقيف وخزين من القصص والحكايات المجتمعية وهذه لم يجدها الشاب من صديق الا نادرا فما الحال اذا لم يغرسها الاب منذ الصغر.الشباب اجيال المستقبل وهم كالبذرة وعلينا ان نسقي هذه البذرة لتنبت لنا جيل واعي وملتزم اخلاقيا ودينيا يعي بر الوالدين او وقار الرجل الكبير واحترام الجار وبقية المبادئ الانسانية التي اوصى بها اسلامنا الحنيف.ذاكرة وتأريخ البلد واجياله اصبحت خاوية من مخيلة شباب اليوم لسبب انها مسحت من الاذهان منها لعوامل الاسرة وغياب التوعية بالارث التاريخي والحضاري والاخر متعمد عن طريق الغزو الثقافي الذي يحاول طمس الهوية.
فلا بد لكل فرد ان يعرف ادباء وعلماء بلده والشواهد التأريخية والثورات والشخصيات النضالية وزعماء الحكومات السابقة وفترة حكم كل واحد منهم.
فلم نجد هذه الثقافة الا عند القليل فعندما تسأل الطالب ان يتحدث لك يأبجاز عن فترة الحكم في خمسينات او ستينات القرن الماضي ربما لم يستطيع ان يقدم لك اجابة عن تأريخ بلده وهذا يعزى الى تقصير واضح من العائلة والمدرسة التي يجب ان تكثف من محاضرات ترسيخ ذاكرة التأريخ في عقول الطلبة. يحتاج جيل الشباب الصاعد ان يعرف تفاصيل تأريخ وحضارة بلده بدقة وهذه تكون مسؤوليتها مشتركة بين العائلة في روايتها بشكل قصص وحكايات او ضخ مادة مكثفة في المناهج التربوية على ان لا تكون مادة للامتحان يقرءها الطالب للنجاح فقط دون فهم ما يدرس وجلوس الاباء مع الابناء بتفريخ القصص الدالة على الحكم والمواعظ يسهم في ترسيخ معاني الاخلاق في نفوسهم.