لكل شيء في الحياة ضريبة وهذه الضريبة تتفاوت حسب مقتضيات ونوع الحياة وادواتها الانسانية الطبيعية والعلمية وبهذا كان الانسان محورا لكل الاشياء الموجودة في الكون والتي سخرها الله عز وجل لخدمته وفقا لتكامل وموازنة التعايش الطبيعي فيما بين جميع المخلوقات على الارض وبما ان الرب العظيم قد عَلمَ الانسان مالم يعلم فقد أصبح المسار العلمي مفتوحا امام عباقرة الصناعات الحديثة في العالم وكان اخر تلك الصناعات على مستوى الاتصالات الخليوية هو الهاتف النقال او مايسمى بالموبايل حيث استغلته بعض الجهات العالمية ليكون جاسوسا على مستخدميه بحيث يتتبع محادثاتهم واماكن تواجدهم ويحلل مايدور في خواطرهم من افكار ورغبات يمكن ان يكتبها صاحبها بالفيسبوك وهنا يمكن ان يوظفها اصحاب تلك الصناعة كسبيل لهم بالوصول الى اهداف معينة تخدم سياساتهم العالمية في الحكومات العميقة التي كانت ومازالت تخطط الى وضع نهج يقودون فيه العالم الى منطقة الاستعباد المغلقة وبوسائل خبيثة مختلفة يكون الانسان مجبرا عليها ولامفر له منها وفي السابق كان لجميع دول العالم مجسات استخبارية بشرية وهذا يكلفهم الكثير من المال والجهد والوقت والخطورة مع عدم دقة المعلومة التي يمكن ان يحصلون عليها من عناصرهم الاستخبارية والمخابراتية المنتشرة في كل مكان في العالم ولكن بعد التطور العلمي المذهل انتفت الحاجة لتلك الاساليب التي توصف اليوم بالمتخلفة امام وسائل التجسس الالكترونية الحديثة ومنها جهاز الموبايل الذي اصبح جاسوسا بالصوت والصورة على صاحبه دون ان يعلم لكون هذا الجهاز يتميز بتطبيقات علمية ذكية متنوعة في الاستخدامات اليومية كما اصبحت تلك الاجهزة من الاجيال الحديثة تتمتع بذاكرة واسعة وتقنيات يصعب على الانسان الوصول اليها بسهولة ومن لم يعرف بتلك الخاصية فانه سيكون صيدا سهلا لكل من يستهدفه من المستخدمين الاخرين بقصد الايذاء او الابتزاز او من باب العبث بالمشاعر الانسانية وقد تسببت هذه التكنولوجيا الخليوية بمشاكل كبيرة وصلت الى نتائج مؤلمة على المستوى القانوني والعرف الاجتماعي وكل يوم نسمع ونقرأ عبر وسائل الاعلام والصحافة المختلفة مئات الحوادث كان سببها الهاتف النقال لذلك ومن خلال تلك الوقائق المؤلمة علينا ان نحسن استخدام هذا الجهاز الخطير ونحذر الف مرة من الجهاز الهاتفي الذي نحمله معنا وفي جيوبنا كونه قد اصبح جاسوسا علينا ويراقبنا اينما نكون ويسجل لنا وعلينا كل الحركات والسكنات والمكالمات والمحادثات ويحدد مواقعنا اينما نكون وبهذا نجزم بأن لاحرية للانسان بعد اليوم وقد سمعنا مؤخرا بمشروع الشريحة الالكترونية التي سيتم زرعها بالدماغ البشري وبهذا سيصبح الانسان عبارة عن روبوت مسير من قبل اجهزة مرتبطة بالاقمار الصناعية وبهذا يصبح الانسان مجرد آلة الكترونية لاقدرة له حتى التحكم بمشاعره الانسانية ولايستطيع ان يتحكم بسلوكه ابدا وتلك هي الكارثة الحقيقية التي ستحل على العالم خلال الفترة القليلة القادمة وهنا أصبحت حرية الانسان عبارة عن اكذوبة مفضوحة لن يصدقها الا السذج من الناس .