قال لي على الهاتف من منفاه السعيد – كندا وهو يتربص بي وقد رآني على الشاشة في نينوى : اضرب عمي شكو عليك كبي وطحينيى وكشكا وقلية وعروق !

ثم غنى لي : طبخنا سماق سقاعه ، وعزمنا كــل الجماعة ، واشنغل طق الاصباعه،

والمعيلق جيق وجاق

وانا اكثر الناس حزنا على وداع رمضان ودائما اكتب : ليت الدهر كله رمضان . لاني لست اكولا ولا عجولا لان البطنة والعجلة من الشيطان، وانا ملزم باتباع وصايا خبيرة التغذية العلاجية اوميت كامل:الفطور :بيضتان سلق ؛ جرجير ؛ طماطة ؛ جبنة كيري. الغداء: صدر دجاج مشوي ؛ بروكلي وحبة واحدة جزر مع ربع حبة افكادو.العشاء : كوبان سلطة.

حين كنت ببغداد ساد اعتقاد راسخ عندي ان بغداد اكثر المدن العربية بعدد مطاعمها وقد ثبت لي من موقع رسمي : (إن “اكثر من 65 بالمئة من المنشآت في العراق هي منشآت مطاعم وخدمات مطعمية”، حيث ان “عدد المنشآت العاملة لنشاط الغذاء والمشروبات في العراق بلغ 23718 منشأة) فهل نحن شعب أكول ؟

الردود منسوخة بعد سؤال مني مفاده التالي :

صباح الخير كم وجبة ياكل العراقي (وانت المعنى بالسؤال) في اليوم الواحد؟ الاجابات للنشر في استطلاع عن الانتشار المليوني للمطاعم! هل نحن شعب اكول؟!

الاجابات : (مكتف بثلاث وفق شرع خبراء التغذية)، (ثلاث وجبات مازلت ملتزما بنظام استانبول،لكن بعض الأوقات تصير وجبتين فقط) ،(مع الغضب يصعد العدد الى سبع)!، (ست وجبات مع النمنمات)،(مقتصر على وجبة واحدة عند الساعة السابعة مساء دسمة ثقيلة ثم اتمشى بعدها ميلا )،(من يعد الطعام لايتناوله (رد طباخ مصري في مطعم عراقي بعمان لكنه يسترق الوقت بعد انصراف الزبائن بتناول وجبة واحدة غير مخصومة من اجره اليومي ).

هل ترك الطعام تراثه في الادب ؟ يقول لي صاحبي العليم بخبايا شارع المتنبي: عليك برواية “الذوَّاقة” للروائي الصيني لو وين فو، ترجمة يارا المصري، ورواية “طعام..صلاة ..وحب” للكاتبة إليزابيث جيلبرت. وبالطبع لا يمكن لنا أن ننسى أجمل ما وصلنا من تراثنا الكوني “ألف ليلة وليلة”، بكل ما فيها من احتفاء بالطعام. وفي معظم كتب مصادر الأدب توجد أبواب وفصول عن الطعام، بل إنّ هناك شاعرًا ساخرًا اسمه عامر الأنبوطي له ألفية في الأكل والطعام يقلد فيها ألفية ابن مالك في النحو.

وجدتها وجدتها :

طعام ؛ حب ؛ صلاة لاليزابيث جلبرت ليست رواية انما هي مذكرات (صارت فيلما ) بيع منها ما يزيد على 4 ملايين نسخة في ترجمات عدة، منها العربية، والرواية التي صدرت 2006 ونقلتها للعربية زينة إدريس 2009 والتي بحوزتي من ترجمة رشاصادق، أقرب لسيرة روائية ليست بعيدة عن ذات ويوميات كاتبتها.

بين الردود : تعالي الى هنا اليزابيث في بغداد وحدها 272 الف مطعم

بعد موجة حزن وكآبة اثر طلاق بائن قررت هي تفاديه بالطعام ؛ الصلاة ثم الحب بعد وجدت ضالتها في وجبات طعام مثالية في روما تكتب : ربما تمنحنا اللحظات العصيبة من حياتنا نوراً غير متوقع لنعرف هذه الحقيقة، إننا نحتاج أحياناً لأن نفعل ما نحب من دون أن نعطي مبرراً لذلك، المبرر الوحيد أننا نرغب في فعل هذا الأمر، وأنه الشيء الوحيد الذي يجلب لنا السعادة، خاصة إذا كان هذا الأمر ليس فاضحا.

في بغداد حاورت الكاتب الساخر حسن العاني في (اطراف الحديث) بعد نفيه انه استوحى عنوان كتابه (الولد الغبي ) من الكاتب المصري الساخر محمود السعدني صاحب كتاب (الولد الشقي ) والذي قال في كتابه( سر الطواجن) : اذا كانت المعده هي بيت الداء كما يقولون فهي عند العبد لله بيت المزاج وبيت الانشكاح!!

في ختام الحديث سالت العاني : بم تشعر الان ؟ وعلى غير العادة قال: اشعر بالجوع حقا!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *