-1-
قال تعالى في محكم كتابه المجيد :
( انّ الابرار لفي نعيم وانّ الفجار لفي جحيم )
الانفطار / 13 -14
-2-
ملحمة الطفوف عرفتنّا بالانسان في حالَتَيْهِ :
حالة الصعود الى أوج العظمة والرفعة والتألق ،
وحالة الانحدار والسقوط الذريع في أوحال الشر واللؤم والخسة .
-3-
وممن مَثَّلَ الدناءة بأفظع صورها ( حرملة ) الذي رمى بِسهمِهِ (عبد الله الرضيع ) فذبحه من الوريد الى الوريد .
هل كان الرضيع مقاتِلاً ؟
وكيف يسوغ الاجهاز على الطفولة البريئة ؟
لقد أصر العتاة والاوغاد ان لا يبقوا من اهل بيت النبوة باقيةً ..!!
وهنا تكمن السفالة بأعلى درجاتها .
وهل ثمة من جريمة أكبر من الاغارة على آل رسول الله (ص) أطفالاً
ونساءً فضلاً عن رجالهم ؟
-4-
وفي الجانب الآخر تبرز ملامح الانسانية والوفاء والشجاعة والمروءة والتمسك بأهداب القيم المقدسة .
هذا (جون) مولى ابي ذر الغفاري الذي كان عند الحسين (ع) بعد موت ابي ذر، يقول له الحسين (ع) :
( انتَ في إذْنٍ مِنّيِ ، فانما تبعتَنا للعافية فلا تَبْتَلِ بطريقنا ،
فقال :
” يا ابن رسول الله :
انا في الرخاء ألحَسُ قصاعكم وفي الشدة أخذ لكم ،
لا واللهِ لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الاسود مع دمائكم “
وقاتل حتى قتل – رضوان الله عليه –
ووقف عليه الحسين (ع) فقال :
” اللهم بيضْ وجهه ،
وطيّب ريحه ،
واحشره مع الابرار ،
وعرّف بيْنَهُ وبين محمد وآل محمد “
لقد ركل ( جون ) بقدميه كل المُتع واللذاذات الدنيوية ،
واختار أنْ يمشي بقدميه الى الشهادة دفاعاً عن دينه وإمامه والقيم المقدسة كلها، ورفض أنْ يتخلف او أنْ ينهزم من المعركة الكبرى بين
الحق متمثلا بالامام الحسين (ع) والباطل متمثلا بالعسكر الاموي .
والمعركة بين المبادئ والمصالح قائمة على قدم وساق في كل زمان ومكان ،
ولا نكون من الحسينيين الابرار الاّ اذا وقفنا مع الذائدين عن الثوابت الدينية والاخلاقية والوطنية فنصرة الحق والدين هي نصرة للامام الحسين (ع) يقيناً .
وهنا يكمن الدرس البليغ .