الكاتب صادق السامرائي
التفاهة: الحقارة والدناءة , نقص في الأصالة أو الإبداع أو القيمة , الإتيان بما لا أهمية له.
القدوة: الأسوة , مَن يتخذه الناس مثلا في حياتهم.
المعضلة الأساسية في مجتمعاتنا , مرتبطة بإنعدام وجود القدوة الحَسنة , وإنتشار التفاهات على كافة الأصعدة , حتى فقدت الأشياء برمتها قيمتها ومعناها وفحواها.
فالتفاهة مهيمنة على وجودنا من أعلاه إلى أسفله , من قمته إلى قاعدته , وأنظمتنا السياسة ممعنة بالتفاهة من أول كرسي فيها إلى آخر كرسي.
أما رموز الحالات الأخرى بأنواعها من أسماها إلى أرذلها , تتمتع بتفاهة فائقة.
الكل يعتمر التفاهة ويتتوج بها ويتباهى , ويتحرك بيننا وكأنه من المغفلين , لأن ما يقوم به مؤيد ومسوق من قبل الطامعين بتدمير وجودنا الأخلاقي القويم.
وإذا ذهبت أخلاقنا ذهب ما يشير إلينا ويدل على وجودنا.
فالهدف من تعزيز التفاهات , وتغييب القدوات الصالحة , واضح للعيان , والناس تتهافت على ممارسة التوافه من الأقوال والأفعال , لأنها تغذي الغرائز وتأتي بمغانم وأرباح , تؤازرها طوابير المفترسين لأي وجود عزيز في مجتمعاتنا.
فكن تافها لكي تكون من الغانمين!!
هذا ما يتحقق زرعه في الوعي الجمعي , وإسناده بالأعمال الشائنة الفاسدة التي تدوس على رأس القانون , وتحطم قيمة الإنسان وتصادر حقوقه , وتحسبه رقما على يسار كرسي الويلات والتداعيات , المؤججة بسلوكيات المبرمجين لتمرير مآرب الآخرين.
فهل ستتمكن مجتمعاتنا من التحرر من قبضة التافهين , لكي تحقق تطلعات الإنسان المقهور فيها؟