قياسا بما نسمعه ونراه في كل يوم,ومنذ اكثر من عشرين عاما استطيع القول ان الزعيم عبد الكريم قاسم كان مجنونا بامتياز.اذ لا يوجد هناك وجه للمقارنة بين طموحه الشخصي في احداث تغير في حياة الناس وبين طموح اغلب السياسيين الذي لا يزيد عن كسب الاتباع,وتكديس الاموال.كان الزعيم قاسم يشهادة القريبين منه,وحتى بشهادة من انقلب ضده,مثلا زميله في الثورة عبد الكريم فرحان انسانا يبحث عن صناعة واقع جديد للعراقيين.هل كان يحلم؟ربما لكنه حاول طوال فترة حكمه ان يظل منتبها الى حياة الناس,ومعاناتهم,ومحاولته للتخفيف عنها.ومن الممكن تشبيه الزعيم قاسم بفنان من فناني الواقعية الذين يرصدون الخراب والفوضى ويسعون لاصلاحها.
يبدو ان مزاج قاسم يختلف عن امزجة سياسيي هذه الايام.في هذه الايام لا يهتم اي سياسي بمعاناة هذا الشخص او تلك المريضة.في السياسة توجد منطقة ميتة ان دخلها السياسي فلن يخرج منها سالما.انا اسمي هذه المنطقة بمنطقة “اللامبالاة”. منطقة اللامبالاة تعني ان السياسي سيكون بريئا قويا وليس مسؤولا عن شيء.هذا هو اقوى ما يتمتع به السياسي الفاشل في كل زمن ووقت.لم يكن قاسم من هذا النوع.كان يأرق ويتعب عند رؤيته لحياة الفقراء.لكني اعجب ايضا هل ابدى قاسم اي مظهر من مظاهر الحزن على مقتل الملك فيصل…سؤال مهم؟