يؤسفني دائماً ان ارى ان بالرغم من ذلك التحضر الفكري والزحف الغربي على الحياة الشرق اوسطية،ورغم دخولنا (منذ زمن بعيد) القرن الواحد والعشرين،ورغم انغماسنا بالحياة الالكترونية ودنيا الانترنت وتغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة عن المجتمع والاسرة،الا ان عقدة الرجل الشرقي تأبى ان تنفك، وال(أنا) مستمرة في بناء عشها في جمجمته ، ومازال لا يحفظ من القران غير مثنى وثلاث ورباع،ولا يعرف من الدين سوى الرجال قوامون على النساء،دون الالتفات الى المعنى الحقيقي لمفهوم القوامة .انا لا اتكلم عن الحياة المنفتحة الخالية من المفهوم الاخلاقي ولا ادعو الى المساواة العمياء بين الرجل والمرأة،لكن ارى ان حواء ليست فقط نصف المجتمع،بل هي ذلك العمود الذي يسند النصف الثاني،ومحاولة تهميشها وسلب حقوقها لن ينتج عنه الا انهيار كامل لذلك المجتمع .
وبما ان الحرب الباردة ( كانت و مازالت )مستمرة بين ادم وحواء بأسلحتها الفتاكة ،فاسمحوا لي بان اقص عليكم اقصوصة من احدى كتب الادب القديمة، شعرت وانا اقرأها بأن هذه المرأة قد انتقمت لحواء باقوى الاسلحة الادمية،ودست السم في عسل صاف مستخلص من ارقى انواع الزهور !!
فقد قيل فيما قيل ان هناك رجلاً اراد ان يمازح زوجته فقال لها :لقد خلقكن الله جميلات لكنكن ناقصات عقل !!
فقالت: خلقنا الله جميلات لتحبونا ، و خلقنا ناقصات عقل لنحبكم !!!
فتجهم وجه الرجل وساد الصمت منطقه، فما كان الا ان مضى وهو يردد:
لها لسانٌ براه الله منصلتاً
كأنّهُ حيّةٌ أو سيفُ قتّالِ
شاغبتُها مازحاً حتى اغازلُها
فقسمت جبهتي نصفينِ في الحال !!
فليشهد التاريخ ان حواء هي اول من استخدم سلاح (قصف الجبهة)، وليتعلم ادم الصمت امام كيدنا العظيم .