اربعون عام مرت على فاجعة العراق بعروس مندلي ..
تلك الفتاة التي كانت تستمتع بأغنيات الدبكة الكردية في حفل عرسها وقلبها يضج بالفرحة وهي ترتدي فستان العرس الزفاف الابيض الذي ما لبث حتى تلطخ بدمائها الطاهرة وهي تسقط مع نخبة من الابرياء صريعة لصاروخ ايراني تقطعت على اثره اطرافها قبيل موتها .. شهيدة يتذكرها العراقيون حتى اليوم بحزن وألم ..
وها هي شهيدة اخرى تفجع قلوبنا هي ووالدها واب اخر ممن سلكو طريق ناحية بنجوين التابعة لمحافظة حلبجة للقاء بناتهم الدارسات بكلية الطب بمدينة سنندج في ايران عبر منفذ باشماخ ودفع الاجوار المالية الدراسية لهن وذلك حين قصفت سيارتهم من قبل طائرة مسيرة تركية احرقتهم بالكامل .. وحولتهم الى رماد .. الشهداء هم جميعهم من اهالي الموصل .. ويشار لهم بالبنان برقي اخلاقهم وصفاتهم الحميدة .
هذا ما اخبرني به صديقي الاستاذ يوسف طيب وهو مكلوم القلب بعد ان خيم الحزن على بيته الذي كان مفتوحا” للطالبات المغتربات بمعية ابنته في ذات الكلية واللواتي فقدن ذويهن بهذا الحادث الاليم .. لا بل في هذه الجريمة النكراء التي لا تغتفر ..
الشهيدة ريان .. شهيدة محرقة بنجوين طالبة استلمت نتيجتها قبل ايام ناجحة بتفوق من السادس الاعدادي بمعدل تجاوز 93 بالمئة ومعها استشهد ابوها واب اخر كان على موعد مع ابنته الطالبة المغتربة والتي حين نادوا عليها للغداء قالت لزميلاتها .. ( لا لن آكل معكن .. اليوم سأتغدى مع والدي وانا بأنتظاره ) ..
لن اتعدى الحقيقة حين اقول ان الفاجعة كبيرة .. ومؤلمة .. الطالبات الطبيات المغتربات تيتمن .. والناجحة الشهيدة سرق الموت فرحتها بالنجاح وغيبها هي ووالدها ..
والألم والحسرة صار الشعور المشترك لدى كل من يمع بالفاجعة وتلقى خبرها الذي احزن القريب والغريب .
والسؤال الأبدي الذي يفرض نفسه الان وبقوة .. متى تكون لارضنا وهوائنا ومائنا .. سيادة ؟