لو لم يكن للشعب العراقي تاريخ موغل في القدم يحتل الصدارة في العالم على صعيد البناء الحضاري من اختراع الكتابة والورق والقانون والآثار . والتاريخ يشهد على ذلك حيث نجد في كل بقعة من ارض العراق أثر شاخص يحكي قصة تاريخية في الإبداع والاختراع والتطور وعلى الرغم من مرور العراق بظروف صعبة بعضها حدث لأسباب خارجة عن ارادته داخلية وخارجية يبقى العراقي ذلك الإنسان المتميز بالابداع والذكاء والكرم والشجاعة والصبر … ولو كل شعوب العالم مرت بظروف بقدر ظروف العراق التي مره بها .. لتجدها قد انهارت واصبحت تعيش حياة صعبة وحتى بدائية ، ولكن للعراقيين صبر جميل وتحمل لا يطاق ..فنجد سنوات الحرب الدموية لم تثنيه عن وطنيته ولا عن شموخه وان سنوات الحصار العجاف لم تفقده كرمه وان الفقر لم ينزع من شرفه علو مقامه .وقد عمل الأعداء من النيل من العراق بكل السبل ، ولكن بقى العراق بفضل اهله النجباء شامخ لا يطأطا رأسه لاحد .فعلى الرغم من ضعف الدولة من خلال أنظمة الحكم فيها وعدم الاهتمام بمصالح الشعب وعدم المساواة بين الناس وضعف تطبيق القانون نجد ان العراقيين لا يرغبون العيش في حالة الانفلات وهم يدعون دائما إلى تطبيق القانون ويطمحون الى حياة يسودها النظام والاحترام والمحبة ..ليس غريب ان تجد العراقيين يهرعون إلى الوقوف إلى جانب رجل الأمن البسيط وهو يتعرض لاعتداء من أشخاص غير ملتزمين وغير واعين ومستهترين وهذه الرسالة قوية مفادها ان العراقيين اهل ثقافة وحضارة وكرم وان هذه الصفات ليس مكتسبه وإنما هي جزء من سلوك داخلي متأصل وملتصق بجيناتهم
الوراثية متوارثة منذ سنين .ان ما يحتاجه العراقيون اليوم هو إعادة الثقه بينه وبين من يحكمه ويحتاج إلى دروس في رفع الوعي ابتداء من الأطفال في الروضة والمدرسة وفي البيت والشارع والاعلام على مفهوم العراق بيتنا والعراق مستقبلنا لنسهم جميعا في بنائه نعمل على المحافظة على بنيته التحتية ونحمي بيئته من التلوث ونساهم في نظافة شوارعه ، رغم معاناة العراقيين من سؤ العيش بسبب البطالة ونقص الخدمات بسبب سياسات المحاصصة والفساد ولكن على الشعب ان لا يحمل ذلك على الوطن ..فالوطن بريء من حماقات الحاكمين على أسس التهميش والمحاصصة والفساد .