سنة 1974 سافر اخي الاكبر المرحوم الدكتور محمد حسن مع زوجته اختنا الغالية الدكتورة هيفاء الچلبي، مبتعثين الى انكلترا لنيل شهادة الدكتوراه حيث كانت البعثات العلمية واحدة من السمات التي نشطت خلال عقد السبعينات من القرن الماضي .. من الصور والمواقف التي رافقت التحضيرات لتلك السفرة هي مطالبة خالتي المرحومة أم أرشد بارسال باميا يابسة وبيتنجان مجفف الى المرحوم خالي هادي المقيم في سويسرا لإنه حسب قولها (كلش يحبها ومحروم منها سوده عليه) وقد كان لها ما أرادت حيث قام أخي بتغيير مسار رحلته واختار طائرة تتوقف في جينيف لعناق خالنا وتمضية بضعة ايام معه بعد فراق طويل وبالتأكيد إيصال الامانة أو الصوغة !! وليس يغيب عني مشهد أخي الحبيب وهو يصف لاحقا ردَّ فعل خالي عند استلامه الباميا والبيتجان!! هاي شنو خالي ،، تعال ،، تعال ،، ليأخذه الى محل او أسواق قرب بيته ويريه كافة أنواع الخضار الطازجة بما فيها الباميا والباذنجان وغيرها !! رباط السالفة هو البربين ،، تلك النبتة ذات الاوراق الخضراء ناعمة الملمس المكتنزة بعصارة لذيذة متميزة لاتشبه أوراق السبانغ او غيره من الخضروات والتي ربما لايعرف الكثيرون طعمها او طريقة طبخها او ربما لم يجربوها !! يطلق على البربين هنا في اميركا تسمية (ڤيردولگا ) ويتوفر في موسم الصيف بشكل خاص وتعتبر مرگة البربين من الأكلات الصيفية بإمتياز والبعض يطلق عليها سبزي الصيف !! كما يمكن أستخدام اوراقه في عمل الزلاطة أو مزجها مع اللبن والثوم بديلا للخيار في خليط الجاجيك اللذيذ !! على بعد الاف الاميال من (مسقط رأس القلب ) وفي كل مرة يصادفني البربين أتذكر واقعة الباميا والباذنجان تلك ، واترحم على كل اهلنا الطيبين بقراءة سورة الفاتحة قبل تناول وجبة البربين اللذيذة التي تعدها غاليتي تغريد بنت خالتي ام أرشد !!