هل أصبح إستخدام الهاتف الذكي المتصل بشبكة الأنترنت إدماناً؟
وهل يشكل هذا الإدمان خطراً على فئة ما؟
الأطفال؟
النساء؟
علينا جميعاً؟
وما هي طرق العلاج؟
ما هو الحل؟
هل إلتفتنا إلى ظاهرة تحولنا إلى أثيريين على مواقع الأنترنت ومنها مواقع التواصل الإجتماعي؟
تواصلنا، جهودنا، إنفعالاتنا، بعض “فروسيتنا”، مصادر ثقافتنا و إطلاعنا، مشاكلنا، تسليتنا، دروسنا، وزاجنا، سياستنا، إنتخاباتنا، …الخ كل ذلك على الأنترنت ومن خلال الهاتف الذكي؟
وهذا الكلام ليس مبالغاً به على الإطلاق هو واقع نعيشه بتفاصيله كل ساعة وكل دقيقة.
عالمنا “نحن” عالم أثيري لا واقع فيه أو أن نسبة الواقع فيه قليلة جداً أو أن هذا الواقعَ -على محدوديته- مكرسٌ لما يكون مشاهد على الأنترنت من خلال صفحات مواقع التواصل الإجتماعي!

 

الظاهرة خطيرة وتحتاج إلى وقفة جادة..
إستخدام الأنترنت من خلال الهاتف الذكي بهذا الإفراط إدمان حقيقي ليس أقلُ خطراً من إدمان المواد المخدرة، التدخين، المشروبات الحكولية، والعياذ بالله..
أطفال، نساء، شباب، “كارصين” بغرفهم أو بزوايا البيت أو زوايا المقاهي يعانقون هواتفهم الذكية ولا تستطيع فصلهم عنها حتى أثناء الأكل والشرب!
وعواقب ذلك وخيمة جداً..
لم نشعر بكثير من الآفات الخطرة إلا واستشرت داخل مجتمعنا وهي لا تمر عبر نقاط العبور التقليدية بل عبر الهاتف الذكي!
ويعلم الله كم وكم من سلبية لا نعلمها ولم نضع أيدينا عليها في مجتمعاتنا..
شغلتنا عنها:
١. السياسة “القبيحة” وليست تلك التي ترتقي بتنظيم شؤون الناس..
٢. الإقتصاديات التي إستنزفت كل وقت وجهد وشجاعة الكثير من أهل الدين والسياسة..
٣. المراء “المر” والمماحكة “السمجة”..
٤. قباحة “الإشكال ورد الإشكال” وعقد دونية “وجوب الإشكال”..
وما خفي وهو معلوم!

أيها الأخوة الأعزاء لا نعول على:
١. برامج حكومية تلتفتُ إلى هذه المواضيع المؤثرة، لحكوماتنا مشاغل “أساسية” أخرى..
للمسؤول مشاغل “أساسية” أخرى..
منها أن يظهر متبختراً “بالتصوير البطيء” تحيط له زمرة متملقين على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي!
٢. فعاليات أو نشاطات تقوم بها الجهات السياسية المشغولة:
بحصص المناصب..
بكومشنات المشاريع..
بترتيب الوضع الإنتخابي والبرامج المنحصرة بجني الأصوات!
٣. إهتمامات أغلب أهل الدين ولن أتحدث في التفاصيل ..
لا نعول على هؤلاء جميعاً وبضمنها المؤسسات الأكاديمية التي عليها ما عليها..

أيها الأعزاء يا “أرباب” الأسر الكريمة حصنوا أُسركم..
أنتم أحرص من الدولة والسياسي والديني على بيوتكم، أولادكم، نسائكم..
أنتم وأُسركم الذين سيلحق بكم الضرر لا غير..
الآخرون في شغل شاغل عن أُسرهم، عن أولادهم ونسائهم..
وبما يتعلق بمكافحة إدمان الأنترنت عبر الهواتف الذكية:
١. شجعوا الأسر على الهوايات اليدوية، الحرفية:
الرسم
النحت
التصوير
الحياكة
الخياطة..
٢. شجعوهم على الرياضة بأن يمارسوا الرياضة ولو المشي -مجرد المشي- ولو في شوارعنا التي هي عبارة عن مكبات للنفايات..
٣. حاولوا أن تجلسوا سوية عبر طاولة للحوار المباشر حول مختلف القضايا، اجلسوا في البيت، في أماكن خارجية، تحاوروا في قضايا مفيدة، في العلم، الأدب، في أي شيء نافع..
٤. هناك الكثير من المكتبات التي تبيع الكتب، اذهبوا بصحبة اطفالكم، عوائلكم لزيارتها، تصفحوا كتبها، أشتروا، ولو كتباً مصورة، حتى وإن كنتَ رب أسرة بتعليم محدود أو ثقافة محدودة..
لنحول المكتبة والكتاب إلى ثقافة عامة بديلة عن الثقافات “السلبية” التي تنتشر في مجتمعاتنا هذه الأيام..
٥. زيارة العتبات المقدسة، التعبد، لدينا في كل مدينة أكثر من مرقد ومرقد طاهر ..
هل زرنا مرقد الصحابي الشهيد زيد بن صوحان في البصرة؟
وسعيد بن جبير في واسط؟
ومَن هم هؤلاء العظماء؟
٦. شجعوا على صلة الرحم، تزاوروا، صلوا أرحامكم فإن ذلك من الأعمال التي تقربنا إلى الله.
أو ليبحث كل منا عن عمل مفيد -بالإمكانات المتاحة- يجنب أسرنا آفة إدمان الأنترنت عبر الهاتف الذكي.
٧. لننشر ثقافة ترشيد إستخدام الهاتف الذكي إستخداماً مفيداً، نافعاً، خلال فترات زمنية محددة وبما يعود بفائدة ضرورية لنا.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *