يقول (سربست مصطفى رشيد أميدي) حول المعارضة السياسية: “هي قوى وهيئات (فرد او مجموعة) تعبر عن آراء ومصالح فئات اجتماعية، لها أهداف ومشاريع وخطط تختلف عن أهداف وخطط السلطة السياسية القائمة، وهي قد لا تمتلك الأدوات والآليات ذاتها التي تمتلكها السلطة في تنفيذ خططها وبرامجها.
وقد أصبحت المعارضة في أيامنا عنصراً أساسياً في أي نظام ديمقراطي”. كما يذكر (محمد كنعان).
ضمن اضطرابات الساحة السياسية الحالية في العراق، والتي يصفها الكثيرين على انها متخبطة، لم تنتج أي معارضة حقيقية بمستوى من الأداء العالي، ولكن هناك شخصيات معارضة قليلة جداً وهي محط احترام وتقدير الجميع (وهم بالتأكيد ليسوا عنوان حوارنا هذا).
يصنف المختصون المعارضة السياسية الى أنواع…
تتنوع أنواع المعارضة السياسية تبعاً للمعيار الذي يتم على أساسه التصنيف ومنها: المعارضة الفردية، المعارضة الجماعية المعارضة المتأنية، المعارضة العابرة، المعارضة المؤقتة والمعارضة المنظمة، المعارضة المشروعة، المعارضة غير المشروعة، المعارضة السلمية والمعارضة العنيفة.
لكن المعارضة التهريجية التي ظهرت في الساحة السياسية العراقية مؤخراً، بالتزامن مع بروز موجات المحتوى الهابط، والمبتذلات اجتماعياً، أصبحت عبئاً مجتمعياً يضاف للكوارث التي نعاني منها اساساً.
هذا النوع من (المعارضة، أو ما يسمون أنفسهم المعارضين السياسيين المهرجين) لا يفقهون ولا يمتلكون من مبادئ السياسة شيئاً، لا مشروعاً ولا هدفاً سامياً ولا إحساس وطني غير شعاراتهم الفارغة كعقولهم.
يصنفهم الشارع العراقي الى نوعين:
الأول منهم يسمى المتسلق: وهو يتسلق على اكتاف ما حصل في تشرين، يتلاقفون المصطلحات و (يهوسون) بها في القنوات التلفزيونية كي يصبح ترند لـ (مهاويل السياسة).
والثاني يمشي مع السوق- هذا (فاته حيف) يرى السرقات والفساد والاستغناء الفاحش، ومستقتل حتى يكون واحدا منهم فأسهل طريق هو إن يعمل نفسه مٌعارضا، عسى يأتي فاسد ويشتريه (والامثلة كثيرة).
وهناك نوع هجين بين الاثنين، عنده استعداد يعمل أي شيء، ويزحف للكل ويطعن بالكل، وهو نفسه لا يعرف ما يريد!!
حتى الشارع العراقي محتار به، وكيف يصنفه.
بحديثنا هذا نلفت الأنظار الى أنه من دون أدنى شك، يوجد نخبة قليلة جداً تعي وتستوعب ما هو دورها كمعارضة.
وهي محط احترام وتقدير من الجميع.
كفا الله العراق شر تخبط السياسيين، وتهريج المرهجين.