وفجأة اتّجه نحو الراديو وفرك أذنه اليمنى فانطلق صوت شريفة فاضل – حبيبي نجّار – آه لقد بدأ العامل العربي يحتل مكانه في الأغنية الحديثة! فعلّق رشيد .. نعم إن الأغاني لم تعد توضع من أجل الملوك والطغاة .. إنه عهد العمّال، عهد البروليتاريا، عهدنا نحن.. فقلتُ لنفسي، إن رشيد هذا إما أن يكون مشعوذا أو ثوريا محترفا…”. المشهد من مقالة لحسين مردان في كتابه (الأزهار تورق داخل الصاعقة). هل كان (أبو علي) يعطينا تعريفا شاملا للثوريّين الذين عاشوا بيننا، وملأوا رؤوسنا بالتنظير والتفلسف الفارغين من أيّ معنى في النتيجة؟ الثوريّة احتراف وفنّ وحياة والشعوذة احتراف وفنّ وحياة… اسمعوا أغنية شريفة فاضل، وقد توزّعت ألحانها وكلماتها بين الحدّاد والفلّاح والبنّاء، وهي مثال بيّن لما كان يدور في عقول المشعوذين، أو الثوريّين في بلداننا…