اعتقد أن لقاء سماحة أية الله العظمى السيد علي السيستاني بالمواطنين من أهالي منطقة الجادرية الذين سبق أن ظهروا في وسائل الإعلام واشتكوا مما يتعرضون له من ضغط وتهديد للتخلي عن أراضيهم لصالح بعض الجهات المسلحة فيه دلالة كبيرة وأن أهم تلك الدلالات تتمثل بعدم رضا المرجعية العليا عن أنتشار السلاح خارج سلطة الدولة وبغض النظر عن المسميات، وهذا موضوع غاية في الأهمية وعلى الجهات المسلحة التي ترفع شعار المرجعية دون الالتزام بتوجيهاتها أن تراجع سلوكها بعد بيان المرجعية.إضافةً إلى أن بيان المرجعية اليوم أوضح التطابق الكبير بالرؤى بين المرجعية العليا والتيار الصدري في قضية بناء الدولة ومحاربة الظواهر السلبية حيث إن الصدريين هم من كشفوا الظلم الذي لحق بعائلات الجادرية ولفت نظر الرأي العام لما يحصل في المنطقة وباقي المناطق في العراق بسبب غياب القانون وانتشار السلاح خارج سلطة الدولة المهم هنا أيضا هو ذلك البُونُ بين ما ترغب به المرجعية من السلطة التنفيذية وما يطبق حينما أشار في بيانها إلى أن من أهم واجبات من هم في مواقع السلطة وبيدهم زمام أمور البلد هو حماية ممتلكات المواطنين وحقوقهم، والوقوف في وجه من يسعون في التعدي عليها بالإرعاب والتخويف ولا سيما من يحملون صفات رسمية،رسالة المرجعية اليوم كان بليغة وإنسانية وتؤكد على ضرورة التزام الجميع بالثوابت والقيم الوطنية وبناء الدولة حيث دعت إلى نشر قيم وطنية ، ضمن المنظومة الاجتماعية والأخلاقية.