الجغرافية تاريخ، فيها شواخص تنبئ عن تراث الأمم وتاريخها وأمجادها، حكايات يرويها المكان، وليس كتب الآداب ومؤلفيها، وسرد وبلاغة ولغة مصنوعة.
التراث يقدم حكاية واقعية عن مكان ذات أثر، بلا رتوش، منظر واضح بكل معانيه، مدوّن فيه بطاقته الشخصية، ماذا، مَنْ، أين، متى، كيف، لماذا، وهذه الشروط التي يبنى ويقام عليها الخبر الصحفي، الذي يتقصى حقيقة تاريخية، بدليل وحدة الموضوع ووحدة المكان ووحدة الزمان، وهذا قانون الوحدات الثلاث في المسرح، الذي قدم لنا التاريخ في ملاحم عبر الشعر، وفيما بعد القرن الثامن عشر نثراً.
وتراث العراق يوصف بالكنز لما فيه من عبرات، وهو الذي سطر وكتب ودوّن وسود مبيضات الورق، ونقل لنا الماضي وحملّنا مسؤولية الحفاظ عليه.
فكانت دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار في الهيئة العامة للآثار والتراث أمينة في حفظ هذه الأمانة قدر استطاعتها، وفق الامكانات المتوفرة لديها، التي من الصعب أن يحملها أحد، قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ? إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} سورة الأحزاب: أية (72).
فقد قام مدير عام دائرة الصيانة والحفاظ على الآثار المهندس أياد حسن عبد حمزة، ومعه كادره الهندسي، بجهد علمي وابداعي وفني باعادة الروح والنظارة إلى تراثنا الجميل، من خلال صيانة المباني التراثية في عموم جغرافية العراق ومواقعه الآثارية بكل دقة هندسية علمية ذات طابع آثاري.
ونكرر دعوانا في تأشير كل سلبية تنال من الوطنية في شيء يسئ إلى عراقنا الغالي، بالوقت نفسه لابد لنا من الايثار في تمجيد الجهد المهني الوطني الخالص في حب العراق.