ان تستدعي المرجعية الدينية العليا بل المرجع الاعلى شخصيا، مواطنا مظلوما مقهورا محسورا بعد ان سُرقت ارضه التي هي ارث آبائه واجداده في وضح النهار من مافيا العقارات (المعروفة) التابعة لعصابات مسلحة متجبرة متسلطة وامام انظار الحكومة كلها و رغم انف اجهزتها الامنية الكليلة المغلوبة على امرها، فهذا يعني ان الامن والامان الذي وعدنا به الناس يوم كنا ندعوهم لانتخاب قائمتنا ومشروعنا (الاصلاحي المزعوم) كان كذباً وتدليساً وتسويقاً رخيصاً لوعود وهمية لا تتحقق، وان ( الاطار التنسيقي) الذي رفع شعار اعادة كيان الدولة بكامل هيبتها وحضورها، كان تحالفاً سياسياً فاشلاً آخر يضاف الى قائمة خيبات الشعب الكثيرة المتتالية من السياسيين والعملية السياسية برمتها، وان حكومة (البناء والاصلاح ومحاربة الفساد) المنبثقة عنه اخفقت خلال سنة كاملة من عملها ان تحقق ادنى شروط عقدها الاجتماعي مع الشعب في حفظ حقوقه وأمنه واحترام ملكياته وذلك اهون ما يناط بها من مهام ومسؤولية، وبغير هذا الحد الادنى من واجبات الحكومة تجاه الشعب لا ينبغي لها سمعاً ولا طاعةً ولا امتثالاً لقانون.
نعم بهذا الوضوح الحاد والمباشر يجب ان تكون لغة الحديث والتشخيص لما يجري من مهازل سياسية واقتصادية وامنية في البلد، بعيدا عن المجاملات وتبادل المصالح والتعايش والتخادم والتآمر الذي نمارسه منذ سنين مع اهل السياسية الذين يحكموننا باقصى درجات الجهل والفساد، كان اخر مظاهرها ان يقف مواطن مظلوم بشيبته الوقور يصرخ ويبكي بهستيرية وهو يستنجد بالمرجعية الدينية (وهي سلطة روحية محضة لاعلاقة ولا مسؤولية عليها في التعاملات التنفيذية الحاكمة) ان تعيد له ارضه المغصوبة المسروقة ببلطجة عصابات مسلحة تعجز الحكومة عن مواجهتها والضرب على يد المفسدين المستقوين فيها، بل تغضي النظر وتتغافل عن بطشها وظلمها واستقوائها على الشعب رعياً لتحالف وتخادم المصالح المبرم بينهما !!!!.
لم يحتمل سماحة المرجع الاعلى سماحة السيد علي السيستاني (( حفظه الله )) وهو في اعتكاف طهارته وعبادته وانشغاله الروحي ان يحتمل بكاء الرجل وصراخه المر للدفاع عن ارضه المغصوبة فاصرّ ان يقابله ويسمع منه شخصياً رغم ان سماحته جاوز التسعين من سنوات عمره المبارك المديد ولم يعد في وقته وحالته الصحية متسع لمثل هذه الشؤون التفصيلية، الا ان الرسالة كانت واضحة للظالمين المتجبرين مغتصبي الارض والحكومة الصامتة عنهم بشكل جلي، وفحواها :
اعيدوا للناس حقوقهم وأدوا واجب مسؤوليتكم ازاءهم واحفظوا حقوقهم وكفوا ايدي الشر عنهم بل اقطعوها من جذورها والا فالشرعية التي تحكمون بها ساقطة شرعاً وقانوناً وعرفاً واخلاقاً، وان كنتم تتهاونون في محاسبة الظالمين المتمادين فانتم الذين ستحاسبون وتعاقبون، يحاسبكم الشعب الذي وضعكم على كراسي الحكم وهو مصدر السلطات كلها، وانتم جميعا خادمون له موظفون عنده. لقد ولّى زمن نظام الاب القائد والرئيس الخالد والزعيم الواحد وكل هذا الهراء السلطوي الدكتاتوري المنقرض، فلا تتوهموه او تخدعكم انفسكم الامارة بالعظمة ان تتقمصوه او تتلبسكم عفاريته.
الشعب ليس ارثكم من آبائكم ايها الغافلون كي تتداولوه بين ارجلكم تداول الكرة وتعبثون بمصيره وتستقوون عليه
الشعب ليسوا العبيد الخانعين السامعين المطيعين الراضين بفتات لقمة العيش التي (تتفضلون) بها عليه !!!!
وثرواته ونفطه وامواله ليست من املاك وضياع أهليكم كي تتوهموا انكم حين تمنحونه بعض حقوقه منها تتكرمون عليه وتنتظرون مديحه وتبجيله وخضوعه شاكراً حامداً لعظيم فضلكم عليه !!!!
الشعب سيدكم وتاج رؤوسكم ايها السياسيون
وانتم جميعاً خدم عنده
رفعكم من هاوية الظلم والفقر والغربة والرعب والتشرد والضياع الذي كنتم تعيشونه الى علياء السلطة والرفاهية ونعيم العيش، وغمركم بتأييده ودعمه وملككم امره وقياده وحولكم الى معارف اعلام يشار لها بالبنان بعد ان كنتم مجاهيل لا تذكر لها اسماء ولا تعرف لها عناوين !!!!
اهكذا يكون جزاءه عندكم ؟؟؟!!
اهكذا يكون عرفانكم لفضله واحسانه ؟؟؟!!
احسنكم لم يكن يحلم ان يملك عجلة سيارة يوما من الايام
واليوم مواكبكم الفخمة العظيمة تقطع الشوارع وتعطّل الحياة وتشوّه الاسماع بزعيقها الفج كي تمروا على اوجاعنا وجوعنا بعنجهيتكم وغروركم الذي ينظر الينا بقرف من وراء الزجاج المدرع.
استفيقوا من وهمكم ايها المخدّرون الذين ابطرتهم النعمة والمال الحرام
لم يعد لدى الشعب شئ يخاف عليه او يخافكم بسببه
وثورته قادمة لامحالة وهاهي ذي بواكير زوابعها تطرق عليكم الابواب،
لاتخدعنكم مظاهر قوة السلطة وجبروت السلاح التي تظنون انها تحت يدي امركم، فان الامر بين طرفة عين وانتباهتها ويصبح كل ذلك هباءً منثورا كأن لم يغن بالامس
ولا يزين لكم شياطين اتباعكم و جهلة مستشاريكم سوء اعمالكم فتظنون ان وضعكم حديد وسلطتكم راسخة ، لان ذلك كله رهن لحظة غضب شعبي واحدة وانفجار ثوري بارق يحرق كل الركام الذي تقفون عليه وتحسبونه اساس قوة متين.
اكبر قوتين سياسيتين شعبيتين تزمجران غضبا وتقرعان طبول الثورة عليكم وهما التيار الصدري و شباب تشرين الابطال، مسلحان بالتأييد الشعبي العارم و رضا المرجعية الدينية المقدسة التي سئمت من وعودكم الخائبة و انجازاتكم المزعومة، وهي انجازات لا تحدث الا في وسائل اعلامكم المأجورة و تصريحات مكاتبكم الركيكة.
المرجعية المقدسة هذه المرة تعمد بنفسها الى رد المظالم وانصاف المظلومين ورفع سبابة الانذار الاخير بوجه الحكومة العاجزة والاطار الفارغ الذي يقف وراءها.
لقد قلت لكم وما ازال اقول ان دكتاتورية الكتلة السياسية الواحدة في الحكم لن تصنع أوضاعاً مستقرة او تنتج حكومة فاعلة قادرة على الاصلاح والبناء وصناعة رفاهية المجتمع، بل على العكس من ذلك، تنتج ازمات ومشاكل وتهميشاً واحقاداً و تقاطعات، واوضح دليل على ذلك ماحدث منذ انتخابات 2022 حتى الان من كساد اقتصادي وركود سياسي واجواء ملبدة تنذر بالانفجار في اية لحظة.
وها انذا ارفع صوت الانذار الاخير واعيد مرة اخرى : اننا لانملك الا الفرصة الاخيرة لانقاذ مايمكن انقاذه وتدارك الكارثة قبل حدوثها، بعد ان وصلت الاحوال الى اقصى درجات التصعيد على المستوى السياسي والشعبي ، و بعد ان اخفقنا في كل ماوعدنا ان نفعله للناس، واظهرنا اننا مجرد ظاهرة اعلامية مليئة بالادعاءات والانجازات الوهمية، وان لعاب طمع البعض منا الذي يسيل على انتخابات مجالس المحافظات القادمة والاصرار على تهميش الكتل الشعبية الكبرى وهي اهم التيارات السياسية في الشارع واعني بذلك التيار الصدري و شباب الثورة التشرينية سينقلب وبالاً شديداً علينا وسيحيلنا بكل تأكيد الى صدام ونزاع كبير سرعان ماسيتحول الى حرب اهلية مسلحة دامية تحرق كل ماتحقق في الاعوام الماضية من امن وامان و تصالح اجتماعي واخاء وطني،
ووقتها سيكون الحساب عسيراً على الجميع داخلياً واقليمياً ودولياً، وستتداعى وتنهار اشياء كثيرة جدا، ربما اكثر مما نتخيل ونحسب جميعا.
وليس من حل في الافاق سوى حل واحد اوحد وهو الدعوة فورا الى انتخابات برلمانية مبكرة بعد حل البرلمان الاعرج الحالي واقالة حكومتنا الاطارية وتحويلها الى حكومة تصريف اعمال تمهيداً لانتخابات حقيقية منصفة يشارك فيها الجميع كي نضمن استمرار الشراكة السياسية والرضا الشعبي عن حكومة يشارك فيها الجميع
اجل
الجميع بلا استثناء
ليعرف كل منا حجمه الحقيقي
ويأخذ استحقاقه بجدارة وعدالة وانصاف
الانتخابات المبكرة ثم الانتخابات المبكرة ثم الانتخابات المبكرة هي الحل
بل الحل الوحيد ايها السياسيون

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *