صعد ولم يعد ، هو الروسي يفغيني بريغوزين (فاغنر) ولايعلم مفاتح الغيب عن تناثر أشلاء طائرته سوى الله والسيد الرئيس ،وقصة موته تؤكد أن البنادق المستأجرة تلقى ذات النهايات البائسة فالدم بالدم وبشر القاتل بالقتل ومن لم يقرأ التأريخ محكوم عليه بتكراره أذ قد يغفر الأنسان لغيره تأخره عن موعد لكنه لن يغفر أبداً خيانة الثقة ،أن العتب على فاغنر أنه لم ينه حياته متقاعداً أذ ربما ترسخت عنده (وهذا أفتراض) أن في بلاده من يتاجر في قضية أسمها رواتب وأمتيازات المتقاعدين وأنهم (التجار) أختصاص في وعود(حلاوة بجدر مزروف) ، المتقاعد العراقي قضى نصف عمره الوظيفي متحاشياً زعل المدير وأجتناب التأخير ولاتدري على أي من أسس العدالة والقانون أن يعتمد راتب الأغلبية العظمى منهم بهذا السخاء المنقطع النظير بأستثناءغيرهم من (الصماخات )أوالمحظوظين من مواطني الدرجة الأولى في الرواتب والأمتيازات قبل أن تسقطهم أرحام أمهاتهم الى الحياة ،قد يكون للدولة عذراً أن تضع حداً لدلال المتقاعد البطران فلاسياحة صيفاً بانطاليا ولامنتجع ليفينيو الشتوي في إيطاليا وتهتم بصحته من الأمراض فلا غداء على ضفاء دجلة في الجادرية وعشاء بأرقى مطاعم الحارثية ولم تنس مراعاة لياقته البدنية أذ خصصت له قاعة رياضة وأسكنته (فيلا ) مع مولدة كهرباء سعة 1000 أمبيرثابتة (الهرتزية) ،هكذا يقضي المتقاعد حياته بين عيادات الأطباء والصيدليات وأستنساخ المستمسكات ،صديقته الدائمة عجلة (الكيا ) راكباً فيها يقصد دائرة طالبته بصحة صدور نازلاً من (كيا) أخرى منتشياً رغم التعب أذ برأت دائرة أخرى ذمته المالية ، ساعد الله المتقاعد المبتلى بالوعود والأمتيازات كلما قربت الأنتخابات وهو يعلم اليقين أن من المرؤة والحياء أحترام الشيبة البيضاء.