قالت خاچية:
ولدت حمارة (ملا چحيش) البيضاء جحشا” أسودا، له غرة بيضاء، وذنب ابيض . استبشر أهل (ملا چحيش) خيرا” بعد أن شرحت لهم (ام چحيش) هذا الاختلاف في الشكل، والذي لم يحصل في تاريخ الحمير ابدا.. *الغرة تعنى قدوم الخير لقريتنا* . *والذيل الأبيض يعني حسن عاقبتنا* . صار أهل القرى ياتون لمشاهدته طلبا” للبركة و تقديم النذور، حاملين معهم انواع الحبوب يقدمونها علفا له. ولانه مازال جحشا” رضيعا” لا ياكل العلف، صار (ملا چحيش) واهله ينعمون بتلك الحبوب من الحنطة والسمسم وبعض الرز، و بالهدايا من القماش والنقود . أما النساء اللائي تأخر زواجهن، كانت نذورهن عبارة عن قطع من الذهب والدجاج.. قال چحيش: هل امنتم بنبوئتي عن الخير الذي حل بدارنا؟، ان هذا الجحش مباركا”، فهو من نسل حمار نبي الله العزير، منه الخير والبركة لانه مختار للتبشير بالاخبار..
سمع (فاهم) معلم القرية بهذه الحادثة، قال لزميله (حكيم) المعلم : لنحزم اغراضنا، ونغادر هذه القرية مادام الناس يتقربون إلى الله بحمار . اجابه حكيم: ما بالك يا اخي، نحن مكلفون بالتعليم هنا، لعلنا نزرع في الابناء الحكمة والتعقل والنهج السليم، . رد عليه فاهم : حتى يظهر جيل الحكمة والمعرفة، علينا بعد الآن أن نزور الجحش، وربما نبايعه نزولا” عند رغبة أهل القرية، و الا نكون في نظرهم أناس ملعونين..
قال المعلم حكيم :
(يعني *صار الجحش استاذنا، وتاج راسنا غصبا” على ابهاتنا* )
ثم انشد بيتا من الدارمي :
( *صار الجحش يافلان هو الجعيده* ….
*نعله علا التعليم لابو اليريده* … )
و عندما سألت خاچية عن (ملا چحيش)، اجابتني : هو الابن الوحيد ل(ملا شناوة)، ولد عن كبر، وسماه ابوه (چحيش) خوفا” من الحسد.. و ملا چحيش صاحب *نظرية (لو)* .. لما جاءه اهل القرية يسألونه عن جواميسهم المفقودة، اجابهم : *لو……. بالزور..*
*لو….. بالهور…*
*لو…..عند الحرامية* ..
وعندما كان (چحيش) في الجيش، سأله بعض الجنود من زملاءه عن مصيرهم، اجابهم :
*لو…….. نتأسر* ،
*لو…….. نموت وندمر* ، *لو….. ننجرح و نتكسر* ….
*لو* … *نتفارك و نتطشر….
البروفيسور د. ضياء واجد المهندس مجلس الخبراء العراقي