خسر العراقيون عقدين من الزمن واكثر من ترليون دولار ريع النفط ما بين ٢٠٠٥ و٢٠٢٠ فقط اكرر فقط لأن احزاب المعارضة العراقية التي اتفقت برعاية زلماي خليل زادة في مؤتمر لندن على احتلال وطنهم ورهن ثرواته تحت عناوين اجنداتهم الحزبية فكأنما هم أخوة يوسف ..او شايلوك الصهيوني في تاجر البندقية ..لهم ثارات كبرى مع هذا الشعب ..مطلوب الاخذ بها منهم .. ثم سرعان ما اختلف الفرقاء في توزيع غنيمة السلطة .. وصولا الى تكرار مشاهد العودة الى تفاهمات لندن برعاية واشنطن وشروط بول بريمر على مجلس الحكم العتيد .. ثم يتصاعد صخب وضجيج التبجح بمظاهر الاختلاف..في نتاج كل دورة برلمانية.. فيما الحقيقة المعروفة والمغيبة ..ان كل حزب بما لديهم فرحون..يدافعون عن حالة اللادولة..ويقدسون العمالة للاجنبي..امريكي او ايراني.. او خليجي او تركي .. لا أحد منهم يعمل من اجل عراق واحد وطن الجميع ..ما دام نظام مفاسد المحاصصة يوفر لهم الفرص لاستغفال جمهور المكونات بما يعظم قدرات أمراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد او الأحزاب القومية ذات النزعة الانفصالية.
هذا ما يحدث على سبيل المثال لا الحصر في كركوك .. وحصل في الشلامجة ..وقبله في ام قصر ..والقائمة طويلة..
في المقابل ..هناك فجيعة الجفاف المقبل وازمات الهجرة من الريف تلى المدينة.. وما يمكن ان يحصل من كوارث عن
اي هبوط لقيمة ريع النفط في جهاز حكومي بلا إنتاجية ..مترهل بأجهزة متعددة الأطراف لا تقدم الحد الأدنى من معايير الجودة في الخدمات العامة ..صحيا وتربويا واقتصاديا!!
مع كل هذا الحيف الفج الواقع على كل العراقيين ..تنابز المنصات الإعلامية لهذه الأحزاب في لستحضار كل اثام التاريخ المكتوب من اجل هذا السلطان او تلك المملكة..فقط لتسويق جاهلية التضليل المجتمعي وتجديد التعصب الطائفي والعرقي.. لان حقيقة وجود مفاسد المحاصصة وثقافة المكونات وامراء الطوائف السياسية انما قائمة على تجديد أزمات الخطاب الاعلامي بمنهجية الغرف السوداء للحرب الناعمة الأمريكية .. وما يرسخ اعتبار العراق حديقة خلفية لهذا النظام وتلك الدولة من دول الجوار!!
السؤال ..هل يحتاج الامر الى ثورة شعبية عارمة ..تخرج رافضة لكل نتاج الاحتلال الامريكي وشركاه الإقليميين والمحليين؟؟
الاجابة الواقعية الواضحة والموضوعية ربما الغائبة عن احزاب مفاسد المحاصصة ..ان ثورة الجياع تطرق ابواب هذه الاحزاب… بمجرد هبوط اسعار النفط .. وتلك الكارثة المنتظرة لهبوط سعر صرف الدينار العراقي ..عندها لن تكون امام هذه الاحزاب غير المواجهة الحتمية بالسلاح مع جموع الجياع …لأنها تفكر بعقلية اطلب واربح من مغانم ريع النفط ..وبزواله او هبوط معدلاته ستبدأ المعركة في صفوفهم ..وبينهم وبين الجماعات المسلحة الداعمة لهم ..وبينهم وبين الدول التي توظفهم …
كل ذلك يحتم على الجميع..العودة الى تعريف الخيانة العظمى في التعامل مع الاحتلال الامريكي وشركاه الإقليميين والمحليين .. عندها فقط يمكن التأسيس للانتقال الى عقد دستوري اجتماعي جديد عنوانه عراق واحد وطن الجميع.. لكن حينها سيكون على الجميع قبول قسمة الغرماء للخسائر التي وقعت خلال اكثر من عقدين ..هل هناك من يتعظ ؟؟
اشك بذلك ..فعقلية المعارضة والحواسم هي الحاكمة . وليس معايير الحكم الرشيد والمواطنة الفاعلة الصالحة.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!